كيف تفرق بين الإعراب والبناء في اللغة العربية؟
Contents
ما المقصود بكلمتي الإعراب والبناء:
الإعراب والبناء هما مدار الأمر في النحو العربي واللغة العربية عمومًا؛ فهما اللذان يفرقان بين الكلمات العربية في وظائفها، ودرجة تأثر كل منها بموقعها من الكلام، فالإعراب هو الذي يمنح العربية موسيقى داخل الجملة.. ما بين رفع ونصب وخفض، والبناء هو الذي يمنحها ثباتًا في جميع التراكيب، فيجعل التنوع هو السمة الأبرز للكلام العربي من حيث الإعراب والبناء.
الإعراب والبناء في النحو:
أولًا: الإعراب، وهو يعني تغير أواخر الكلمات العربية بتغير العوامل الداخلة عليها.. رفعًا ونصبًا وجرًّا وجزمًا.
هذا عن الإعراب في الاصطلاح، أما أصل الإعراب في اللغة فهو التغير؛ فعلى سبيل المثال: كلمة الأعراب جاءت من تغير سكناهم وتحولهم في الصحراء وراء الكلأ، فهم يغيرون أماكنهم بعكس الحضر، اللذين يبنون سكناهم، ولا يسكنون خيام الشعر.
ثانيًا: البناء، ومعناه الثبوت أو ثبات الشيء على شاكلة واحدة؛ فهو مبني عليها، ومعناه في الاصطلاح: لزوم أواخر الكلمات العربية حالة واحدة في جميع التراكيب.
أقسام الإعراب والبناء:
أولًا: أقسام الإعراب:
- الرفع: وهو مشترك بين الأسماء والأفعال.
- النصب: وهو مشترك أيضًا بين الأسماء والأفعال.
- الجر: وهو خاص بالأسماء.
- الجزم: وهو خاص بالأفعال.
ثانيًا: أقسام البناء:
- البناء على الضم.
- البناء على الكسر.
- البناء على الفتح.
- البناء على السكون.
أمثلة على الإعراب والبناء:
أولًا: الإعراب:
من المهم أولًا معرفة أن الإعراب والبناء يدخل الأسماء والأفعال، أما الحروف فجميعها مبنية، ومن المهم أيضًا معرفة أن الأصل هو الإعراب، وأن البناء محصور في حالات معينة:
- شرب محمدٌ اللبن.
- رأيت محمدًا.
- مررت بمحمدٍ.
- يشربُ محمد اللبن.
- لم يشربْ محمدٌ اللبن.
- ناديت محمدًا كي يشربَ اللبن.
فكلمة (محمد) تغير موقعها الإعرابي؛ فاختلفت وظيفتها الإعرابية رفعًا نصبًا وجرًّا، فجاءت في المثال الأول فاعلًا، وفي المثال الثاني مفعولًا به، وفي المثال الثالث اسمًا مجرورًا بالباء.
كما أن كلمة يشرب جاءت فعلًا مرفوعًا مرة، ومجزومًا بـ (لمْ) مرة، ومنصوبًا بـ (كي) مرة أخرى.
وعلى هذا فإن الأسماء كلها معربة ما عدا: أسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، وأسماء الاستفهام، وأسماء الشرط، وبعض الظروف.
ثانيًا: البناء:
- منْ يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ … لا يذهب العرف بين الله والناس.
- متى تنعقد الجلسة؟
- اشربْ اللبن.
- شرب علي اللبن.
- وقفت حيثُ أبي واقفٌ.
- الآنَ تتضح الحقيقة.
- زرت خالي أمسِ.
فالكلمات (منْ ومتى واشربْ) مبنية على السكون، وكلمة (شربَ) مبنية على الفتح، وكلمة (حيثُ) مبنية على الضم، وكلمة (الآنَ) مبنية على الفتح.
نماذج أخرى على الإعراب والبناء:
- جاء زيدٌ.
- رأيت زيدًا.
- مررت بزيدٍ.
النماذج الثلاثة احتوت على كلمة واحدة مشتركة بينها، وهي كلمة (زيد) وقد جاءت مرة مرفوعة ومرة منصوبة ومرة مخفوضة أو مجرورة، فهذا النموذج – إذًا – عن الإعراب.
- ما رأيتك منذُ عام.
كلمة (منذُ) هنا ظرف مبني على النصب في محل نصب مفعول فيه، فهي كلمة مبنية.
علامات الإعراب والبناء:
تختلف علامات الإعراب التي تشكل الأثر الإعرابي، الذي يظهر على الاسم المعرب باختلاف العوامل الداخلة عليه؛ فتكون في حالة الرفع: الضمة على الاسم المفرد وجمع المؤنث السالم وجمع التكسير، وتكون الألف في حالة المثنى، وتكون الواو في حالة جمع المذكر السالم.
وتكون في حالة النصب: الفتحة على المفرد وجمع التكسير، وتكون الياء في حالتي المثنى وجمع المذكر السالم، وتكون الكسرة في حالة جمع المؤنث السالم.
وتكون في حالة الجر: الكسرة على المفرد وجمع المؤنث السالم وجمع التكسير المنصرف، وتكون الفتحة في حالة الاسم الممنوع من الصرف، وتكون الياء في حالة المثنى وجمع المذكر السالم.
وتكون في حالة الجزم: السكون أو حذف حرف العلة في حالة الفعل المعتل الآخر.
أما الاسم المبني فتكون حالات بنائه – كما أسلفنا – الضم والكسر والفتح والسكون.