ما هي ظن وأخواتها؟
ظن وأخواتها أفعال متعدية:
ظن وأخواتها أفعال متعدية لمفعولين، ومعنى متعدية أي أنها لا تكتفي بفاعلها وإنما تنصب مفعولًا به أو أكثر، وفي حالة ظن وأخواتها فإنها تنصب مفعولين، وليس ذلك فحسب، ولكن تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر؛ فهي أفعال ناسخة، ومعنى ناسخة أي مزيلة لحكم المبتدأ والخبر، الذي هو الرفع، فالمبتدأ على الأصل مرفوع والخبر يتبعه في حكم الرفع هذا، فكلاهما مرفوع على الأصل، ولكن في حالة دخول أفعال لها صفة خاصة على المبتدأ والخبر فإنه يتغير حكمه، ومن هذه الأفعال ظن وأخواتها.
ما هي ظن وأخواتها:
ظن تنسخ حكم المبتدأ والخبر، وليست وحدها التي تفعل ذلك، فإن هناك أفعالًا أخرى لها طبيعة ظن في هذا النسخ، وأشهرها: حسب وزعم وخال ووجد ورأى وعلم وجعل، تدخل هذه الأفعال – ظن وأخواتها – على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى مفعولًا به أولًا، وتنصب الخبر ويسمى مفعولًا به ثانيًا، ولكن لكل منها معنى يختلف عن معنى أخواته.
معاني ظن وأخواتها:
- أفعال الرجحان: ظن وزعم وحسب وخال وعد وهب.
وهي تعني أن هناك شكًّا في حصول الخبر، ولكنه أقرب إلى الوقوع؛ أي أنها ترجح اليقين.
- الفعل (ظن)؛ مثل قولك: ظننت السماءَ صافيةً.
فهو هنا في هذا المثال ينصب مفعولين، أمَّا إذا جاء بمعنى اتهم؛ فهو ينصب مفعولًا به واحدًا، وذلك مثل: ظن القاضي المتهم.
- الفعل (زعم)؛ مثل قولك: زعم محمد الامتحان سهلًا.
فهو هنا في هذا المثال ينصب مفعولين، الامتحان: مفعول به أول، وسهلًا: مفعول به ثانٍ.
- الفعل (حسب)؛ مثل قولك: حسِبتك متفوقًا، وينصب مفعولين إذا كانت سينه مكسورة، أما إذا كانت سينه مفتوحة فيكون بمعنى عدَّ من العدد، وفي هذه الحالة ينصب مفعولًا به واحدًا؛ مثل: حسَب علي الدراهم، فليس له هنا سوى مفعولٍ به واحد، وهو: الدراهم.
- الفعل (خال)؛ مثل قولك: خلت القصة خياليةً، فهو هنا ينصب مفعولين، أمَّا إذا جاء بمعنى (اشتبه) فهو ينصب مفعولًا به واحدًا، وذلك مثل: خالت على التلميذ المسائل.
- الفعل (عدَّ)؛ مثل قولك: عد علي محمدًا أخًا، فكلمة (عد) في هذا المثال بمعنى ظن، فإن لم تكن بمعنى ظن فإنها تنصب مفعولًا به واحدًا، وذلك مثل: عد محمد المال.
- الفعل (هَبْ)، وهو فعل أمر، ويكون بمعنى ظن، وذلك مثل: هب عليًّا صديقًا، ولكن إذا جاءت بمعنى وهب فإنها تنصب مفعولين، وليس أصلهما المبتدأ والخبر، وتكون مكسورة الهاء (هِبْ)، فإذا جاء الفعل هب بمعنى الخوف أو الخشية أو الهيبة، فإنه لا ينصب سوى مفعولٍ به واحد؛ مثل: هَبْ معلمك؛ يعني: احترمه وقدره وتواضع له.
- أفعال اليقين: وجد ورأى وعلم وتعلمْ ودرى، وهي تفيد التيقن من وقوع الحدث.
- الفعل (وجد)؛ مثل: وجد علي أخاه ميتًا، فالفعل وجد هنا نصب مفعولين أولهما: أخاه وثانيهما: ميتًا.
- الفعل (رأى)؛ إذا كان بمعنى علم، فإنه ينصب مفعولين، أما إن كان بمعنى شاهد بعينيه فإنه ينصب مفعولًا به واحدًا.
- الفعل (تعلَّمْ) بمعنى اعلمْ، وهناك نكتة لطيفة بهذا الشأن؛ فالفعل تعلمْ إذا كان بمعنى اعلم فهو فعل جامد ينصب مفعولين، أما إذا كان متصرفًا فهو ينصب مفعولًا به واحدًا؛ مثل: تعلمْ العربيةَ.
- أفعال التحويل: جعل – اتخذ – رد – ترك – وهب – تخذ، وهذه الأفعال تنصب مفعولين على كونها بمعنى: صيَّر.
نماذج إعراب ظن وأخواتها:
- ظن العدو الانتصار سهلًا.
- ظن: فعل ماضٍ ناسخ مبني على الفتح.
- العدو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- الانتصار: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- سهلًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- صير الغزاة البلاد خرابًا.
- صير: فعل ماضٍ ناسخ مبني على الفتح، يعمل عمل ظن وأخواتها.
- الغزاة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- البلاد: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- خرابًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- رأيت القمر بازغًا.
- رأيْتُ: فعل وفاعل.
- القمر: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- بازغًا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(الفعل رأى هنا لا يعمل عمل ظن وأخواتها؛ لأنه بمعنى شاهد)
- رأى محمد أخاه جوادًا.
- رأى: فعل ماضٍ مبني على الفتح، يعمل عمل ظن وأخواتها.
- محمد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- أخاه: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة.
- جوادًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وهذا كان ملخصًا لما يمكن أن تعرفه عن ظن وأخواتها.