أسواق الجملة:
فرصة كبيرة للربح الوفير لأصحاب المحلات الصغيرة, كما أن لها فائدة كبيرة للمستهلكين أنفسهم؛ فمن المعروف أن المستهلك يشتري من المتاجر الصغيرة بسعر التجزئة, والمتاجر الصغيرة تربح فرق السعر بين سعر البيع للمستهلك وسعر الجملة, هذا يوفر الميزانية ويمكن المستهلك من شراء سلع أكثر, لاحظ ذلك قديمًا حين كان الآباء والأمهات يتكلفون السفر والذهاب سيرًا على الأقدام لساعات طويلة, من أجل الحظوة بأسعار أقل بكثير, وخصوصًا في مواسم الأعياد عبر أسواق الجملة في المدن الكبيرة, لكن أسواق الجملة تشترط في كثير من الأحيان على المشتري شراء كميات بحدٍّ أدنى, كما أنها لا تتحمل عيوب التصنيع في كثير من الأحيان.
أسواق الجملة تشتري من المصنع مباشرة, وبالتالي فإنها تضيف كثيرًا من السعر الذي تبيع به محلات التجزئة, لكن المشكلة الحقيقية في أن أسواق الجملة كونها تبيع كميات كبيرة؛ فهي مضطرة, أو مجبرة على الوجود في أماكن تشهد كثافة سكانية عالية.
وهذه المتاجر والهايبرات الكبرى هي التي تغذي المتاجر الأصغر الموجودة في الأماكن النائية, أو التي تحتوي على كثافة سكانية منخفضة, وأسواق الجملة – أيضًا – تحتاج إلى طرق ووسائل مواصلات قد لا تتوفر في الأماكن النائية؛ بعض المصريين الذين يعملون في أماكن تابعة للباحة أخبرونا بذلك, أضف إلى ذلك البنية التحتية من كهرباء ومبردات وثلاجات وصرف صحي وأجهزة تهوية, لا تتمكن البنية التحتية الضعيفة في الأماكن النائية من توفيرها في أغلب الأحوال.
ومن المنطقي – وهذه الحال – أن تكون أفرع شركة بنده وغيرها من الهايبرات الكبرى أقل عددًا من السوبر ماركت, أو متاجر التجزئة الأقل في الحجم والأكثر انتشارًا؛ فالإمكانات أقل والانتشار أسهل.
عروض بنده جزء من الصيرورة الطبيعية لرأس المال المستثمر في بيع المواد الغذائية والسلع الأساسية, كما أن عروض بنده في الهايبرات جزء من الحركة الطبيعية للمنتجات, وتقييم السلع وفق أسعار البيع بالتجزئة في الهايبرات يجانبه الصواب كثيرًا.
فبنده تقدم عروض بنده ضمن الآلية المعهودة لأسعار المواد والسلع الاستهلاكية, لكن توزيع الأسواق والهايبرات الكبرى في السعودية وخارجها يوحي بأن الأمر مخطط له كثيرًا, وبشكل كبير فإن المستهلك يوفر الميزانية للمرة الألف, ويشتري بسعر الجملة في كثير من الأحيان, لاحظ أن بنده استهدفت عند توسعها مدينة دبي خارج السعودية, ولا يخفى على أحد حجم الزخم والنشاط البشري الذي تشهده دبي.
المتاجر الكبرى مثل بنده قد تشتري بأسعار تقترب من سعر الجملة, لكنها تقدم عروضًا مثل عروض بنده لتكسب ثقة المستهلك, وتستثمر السلع والمنتجات وأموال المستهلكين فيما يفيد.
أسواق الجملة موجودة في كل مكان في الدنيا, لكنها لا تقدم الضمانات غالبًا على كل منتجاتها (المبيعة), أمَّا متاجر التجزئة الكبرى في السعودية فتخضع لإشراف حكومي حازم, والسياسة الداخلية تنبع من إحساس المتاجر وأصحابها والموظفين داخلها بالمسؤولية تجاه المستهلك.
