الإمام مالك
الإمام مالك
نشأة الإمام مالك:
الامام مالك نشأ بالمدينة المنورة، التي كانت عاصمة الدولة الإسلامية الأولى، وكانت مليئة بالصحابة من المهاجرين والأنصار، وظلوا بها طوال القرن الأول الهجري, الذي شهد مولد الإمام مالك بن أنس.
ويعد أهل المدينة الذين تعلموا من الصحابة أعرف الناس بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم، ولكن تفاوتت بضاعتهم من الحديث؛ فقد سكن إليهم – صلى الله عليه وسلم – عشر سنوات نزلت فيها الأحكام، ووافاه الأجل بها، ولذلك فهم مقلدون له, ولما جاء بعده من السلف الصالح، وأبرز من سكن المدينة الخلفاء الراشدون الأربعة, والعبادلة, والعشرة المبشرون بالجنة, وزيد بن ثابت, وأبي بن كعب, وبلال بن رباح، وعمار بن ياسر، وبقية المهاجرين.
ولما كان الأمر كذلك، وولد مالك بن أنس هنا، فقد كان أمامه كنز ينزح منه ليل نهار، من عمل أهل المدينة وفقههم وحديثهم، وقياسهم، وسمتهم، وسائر شؤونهم في الدين والدنيا، ولذلك قيل عنه: إنه أدرك خيار التابعين من الفقهاء والعباد، وضرب به المثل فقيل: "لا يفتى ومالك في المدينة".
كان مالك رحمه الله – فقيه الحجاز وعالمها – سيدا سمحا نبيلا كريما معتدا بنفسه، وكان أول أمره فقيرا، وقيل إن صديقه العالم الجليل الليث بن سعد كان يصله بأمواله؛ فقد روي أن مالكا نقض سقف بيته في طلب العلم.
تعرض مالك بن أنس للإيذاء على يد عامل المنصور الخليفة العباسي على المدينة، فقد نما إليه أن مالك بن أنس يفتي بجواز خلع بيعة المنصور، ونص فتواه: لا يمين على مكره, ولكن أبا جعفر المنصور التقى به حاجا، واستسمحه على ما فعل به، وطلب إليه أبو جعفر أن يجمع السنة في كتاب سماه بعد ذلك الموطأ، وأعطاه المهدي بن المنصور خمسة آلاف دينار، ثم تكاثرت عليه النعم فأثرى, واغتنى وحسن حاله، فوصل من كان فقيرا، حتى إن هارون الرشيد – رحمه الله – رحل إليه بالحجاز ليسمع الموطأ منه هو وأولاده، وأكثر العطاء له.
أخلاق مالك بن أنس:
كان مالك بن أنس كريما خلق الوجه وقورا، نبيلا، متواضعا، محبا لله ولرسوله، وقد روى عنه في ذلك إحدى العجائب؛ فكان لا يركب دابة في المدينة؛ إجلالا لأرض ضمت رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وروي في تسامحه أن عامل المنصور ضربه حتى كسر ذراعه، ولما استسمحه المنصور قبل منه ذلك.
أصول مذهب مالك بن أنس:
– الكتاب "القرآن الكريم".
كان مالك بن أنس يقدم القرآن على ما سواه, ويأخذ منه, ويحتج به قبل الاستناد إلى غيره.
– سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
والشاهد من ذلك أن المعصوم يحتكم إليه, وصاحب الرسالة هو النبي صلى الله عليه وسلم, وقال في ذلك: كل يؤخذ منه ويرد, إلا صاحب هذا القبر.
– عمل أهل المدينة:
الذين كانوا ألصق الناس برسول الله وصحابته من بعده؛ فكان يثق في عملهم، ويشير بذلك إلى أنهم مقلدون له – صلى الله عليه وسلم.
– القياس:
إذا لم يوجد نص من الكتاب أو السنة أو عمل أهل المدينة.
وهذا يعني أن فقه مالك يتدرج من الأعلى إلى الأدنى, وقد انتشر مذهب مالك في شمال إفريقيا وصعيد مصر والسودان، وقد كان مذهب أهل مصر حتى زاحمه مذهب الشافعي، وفي عام سنة 179هــ وافت المنية مالك بن أنس.
ملحوظة هامة يمكنك ان تبقى على اطلاع دائم بجديد موضوعات جامعة المنح من خلال الاشتراك في القائمة البريدية بوضع بريدك ف الاسفل ثم تفعيل الاشتراك من خلال الضغط على اللينك الذي سيصلك في الرسالة على البريد الخاص بك .