التسويق الإليكتروني.. البدايات والتداعيات
التسويق الإليكتروني.. البدايات والتداعيات
إنها روعة التسوق.. أصبح التسويق فنًّا وإبداعًا له أسسه العلمية وآلياته وطبعًا موظفوه المحترفون, ومؤسسات علمية لتدريب كوادره..
لا أريد هنا أن أثير جدلا واسعًا, ولا أن أبهركم بتشبيه بليغ؛ فقد أصبح ظاهرًا لسكان المعمورة ما للإنترنت والتلفزيون والهاتف النقال من علاقات متشابكة, بل وتحكمات واسعة على نشاط الإنسان الصناعي والتجاري, بل والاجتماعي.. لقد غير التسويق الإليكتروني ثقافة التسوق, واستدعى ذلك قيام مكملات وتجهيزات تساعده على الوصول إلى أهدافه..وأصبحت أسماء أمازون وكليك بنك وغيرها متاجر مألوفة في البلاد الغربية والشرقية المتقدمة التي تتمتع بدخول عالية أو متوسطة.. كما أن محلات البقالين وأكشاك السجائر والعطارات مألوفة لدى دول العالم الثالث.
التسويق الإليكتروني هو الآلية التي تخضع الطبيعة الإنتاجية لمستويات عالية من المنافسة, وتحول السوق إلى بركان مشتعل من إبداعات المحترفين..
التسويق الإليكتروني يجعل الكرة الأرضية بين يديك.. تتاجر في ثانية واحدة.. تبيع وتشتري وتدخل المزادات وتبني شركتك في مدة قليلة, وتنشر ثقافتك وفكرك في لحظات معدودة.. إنه أشبه بقنبلة انشطارية تتفاعل تسلسليًّا.. ولكن من جهة أخرى – في رأي البعض – أخل بمنظومة العمل التقليدية؛ حيث أصبح العمل من المنزل له تداعيات سلبية على المشتغلين بالمواصلات, والعاملين التقليديين الذين تبنى دخولهم على الروتين والأوراق وسياسات الزمن القديم.
إنه عالم معقد ومتشابك.. يرفع بين يوم وليلة أناسًا من حضيض الفقر إلى عالم الثروة والغنى.. وما مؤسس الفايسبوك منا ببعيد؛ فهو ملياردير في سن التاسعة عشرة (مارك زوكربيرج) وآخرون كثر وصلوا إلى الشهرة والمجد نتيجة إفلاحهم ونجاحهم في إقامة مجتمعات تسويقية افتراضية لها مصداقيتها وموظفوها وفكرها.. تتابعها الصحافة, ويتحدث عنها الإعلام, ويطرق مسوقوها الأبواب الأمريكية والأوربية واليابانية والصينية والروسية والأسترالية ليل نهار لتسليم السلع المشتراة.
بقي أن نشير إلى ميزات لا يغفل عنها أحد لهذا الوافد الجديد القديم لعالم الأعمال.. التسويق الإليكتروني قضى على منظومة العمل التقليدية فعلا, لكنه بالنهاية بنى منظومة أخرى افتراضية يربح منها المسوقون من تويتر وفايسبوك وأمازون وكليك بنك وجوجل بلس ولينكد إن. والكثير الكثير من المواقع التي أصبح يمتلئ بها الفضاء الإليكتروني عبر المعمورة من الصين واليابان شرقًا وحتى السواحل الغربية للولايات المتحدة.. إنه أسرع من البرق في العمل والإنجاز والثروة والحرية.
ولكنه خطر جدًّا على الاستقرار والأمن الاجتماعي وقيم وثقافات الشعوب المغلقة.. إنه النتاج المميز والخطير للعولمة.
ولا تتعجب حين يخبرك أحد المسوقين الإليكترونيين أن دخله يتخطى دخل رئيس إحدى الدول, أو أن شركته التي بناها منذ ثلاث سنوات أصبحت تنافس من أقصى الأرض إلى أقصاها.. الأمر يقتضي – فقط – بعض الحنكة والصبر.. والدراسة والحذر والتوفيق.
جدير بالذكر أن ما نعيشه الآن من إحباطات ومشكلات ومآسٍ ناتج عن اتهام غيرنا بالتقصير أو التآمر علينا.. إن المسوقين الإليكترونيين في مجتمعنا ينبغي أن يتعلموا شيئًا واحدًا: “الحياة ليست عادلة وعلينا أن نتعود على ذلك” تلك كانت كلمة بيل جيتس صاحب ومدير شركة مايكروسوفت.
يشير ذلك إلى أن الأقوياء والضعفاء يفصل بينهم شيء واحد على الإنترنت: ما يقدمونه من خدمات احترافية, وما يتمتعون به من: مصداقية, وما يشتعل في صدورهم وعقولهم من طموح.
جميع الحقوق محفوظة لجامعة المنح للتعليم الإلكتروني.
لا تنسى إمكانية الإشتراك في جامعة المنح بتسجيل عضوية والبدء في التدوين مقابل دولار لكل موضوع تكتبه ،للمزيد إضغط هنا او يمكنك الاشتراك في القائمة البريدية كي تبقى على تواصل مستمر من خلال النموذج الموجود في الأسفل .