التليفزيون وأثره التوعوي والتخريبي
التليفزيون وأثره التوعوي والتخريبي
تاريخ التليفزيون:
التليفزيون اخترع عام 1926م على يد البريطاني جون ميكي بير، حين نجح في نقل الصورة الميتة عبر الهواء, ومن يومها حرصت كبريات الدول على تطوير التليفزيون, واستخدامه استخدامًا مفرطًا من أجل الدعاية وتوجيه الرأي العام، وإحكام قبضتها على العقول والأفكار.
وطبعًا الدول توجه عادة رسائل مفيدة بشكل كامل عبر التليفزيون؛ فهي حريصة على توعية شعبها قدر حرصها على مصالحه, وحريصة أيضًا على تدمير وعي الشعوب الأخرى؛ حتى تظل مصالحها صامدة إلى أبعد مدى.
التليفزيون والغزو الثقافي:
التلفزيون – ببساطة ودون لف أو دوران – هو أحد وسائل الغزو الثقافي, أو الحرب الثقافية التي تدور رحاها منذ الحرب الباردة، والتي أنتجت الفكر المضاد والصديق.
وخلال سير الحرب حرص كلا الجانبين السوفييتي والأمريكي على تفكيك أدمغة وعقول الأخر, وتصفية بواعثه على زيادة القوة العسكرية والاقتصادية, وامتلك كلا الجانبين آلة إعلامية كبيرة، لكن الحريات التي منحت للإعلام في الولايات المتحدة جعلت له اليد الطولى في الحرب الباردة، لا نقول: إن القطاع الخاص وحده كان وراء ذلك, لكن دعمته الدولة طبعًا، لكنه كان أكثر موارد وأكثر تنوعًا، وأقدر على الوصول إلى جمهوره.
التلفزيون قال عنه وزير الثقافة المصري السابق يوسف السباعي: "أعطني تلفزيونًا أعطك شعبًا"؛ مما يعنى مدى التأثير الخطير للتلفزيون كآلة إعلامية تتلاعب بالصورة والحركة, وتجبر الصغير الكبير على المكوث أمامها فترات تقدر بالساعات, حتى تسبب في وقت ما في أمراض نفسية, وإدمان لفئات من الشباب.
التلفزيون – إذًا – سلاح ذو حدين؛ فعبر التلفزيون تبث البرامج العلمية والتقنية, والتحليلات الإخبارية الموضوعية, والأفكار الفنية الإبداعية, والقيم والتهذيب والبرامج الدينية، ويمكن استخدامه في التعليم عبر القنوات التعليمية المتخصصة، كما يمكن إنعاش التجارة من خلاله، ولا يغيب عن أحدكم مدى تأثير التلفزيون في رواج السلع من خلال الإعلانات، بل إن شركة أبل الأمريكية الشهيرة تستخدم الأعمال الفنية من مسلسلات, وأفلام للترويج لمنتجاتها, وتستغني عن أنواع الدعاية الأخرى.
التليفزيون والدعاية التخريبية:
من خلال التلفزيون أيضًا يتمكن المغرضون, وأصحاب النفوذ والإرهابيون من بث أفكارهم التخريبية, ودعايتهم الكاذبة التي تشيع الفوضى وتنشر الخراب، وتتسبب في حروب أهلية، وقد يعود ذلك إلى مدى تأثير الكلمة والصورة والفيديو في عقول البشر الذين لا يتحكم أكثرهم في انفعالاتهم.
التليفزيون متهم رئيسي في تشويه الثقافة العربية، وانتشار الموضات المنفرة، والنعرات المنتنة، وقد بث التليفزيون البربري مؤخرًا برنامجًا يدور حول تمويل قنوات طائفية توجه للمنطقة الاسلامية, تذكى نيران الصراعات والحروب الطائفية والتصنيفات العرقية، هذا إلى جانب الأفكار التي يحرص الاستعمار على تشريبها للشباب, وفئات المجتمع كافة من نساء ورجال، حتى تشيع قيم العرى والزنا والفجور والضعف النفسي.
التليفزيون وخطره على الصحة:
يعود إلى التلفزيون السبب في تردى الوضع الصحي لكثير من سكان العالم؛ نتيجة لدعايته للسجائر والمخدرات بشكل متعمد وغير متعمد؛ مما زاد من الإنفاق على العلاج والمستشفيات, وترتبت عليه نتائج كارثية, تتعلق بانخفاض الكفاءة الإنتاجية, والدخل العام والخاص.
لا تنسى الاشتراك في قائمتنا البريدية لتبقى على اطلاع دائم بجديد موضوعاتنا.
جامعة المنح للتعليم الإلكتروني