الخمور واثرها علي الاقتصاد
سلسلة :الطب الوقائي في الاسلام واثره علي الاقتصاد
لقد كرمنا الله تعالي وأنعم علينا بنعمة الإسلام وكفى بها من نعمة ولكن مع ظهور النظريات المادية واكتشاف العلوم الحديثة والتطور المادي الطاغي لجميع مناحي الحياة والتقليد والسعي الصارخ لجميع ما يُنتجه الغرب من أفكار ونظريات اندثرت بعض القيم وبعض المبادئ التي أرستها الشريعة السمحة واختفت كثير من السنن النبوية , ومن هذا المنطلق سوف نبرز بعض السنن والتشريعات الإسلامية التي لها أعم الفضل علي الحياة واستقرار المجتمع وتحقيق الرفاهية واستقامة الأمور جميعاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً وبيئياً محققة تكاملاً فريداً لم يستطع أحد من السابقين واللاحقيين أن يحققه بكل ما يحملونه من علم وتطور وابحاث ونظريات .فأول هذه التشريعات التي سوف نتناولها هي الخمر أو كما قال عنها النبي محمد صلي الله عليه وسلم ( أم الخبائث) فهي جماع الشرور والاثام فهي مذهبه للعقل منقصة للكرامة مهدرة للصحة ومهلكة للبدن وتأثيرها صحيا معلوم بعد انتشار الأبحاث المحكمة علي أثارها واضرارها فنجد هنا سبق الاسلام الي منعها وتحريمها ولكن هنا سوف أسرد ناحية اخري وهي كيف ان الخمر ليس ضرره علي الفرد وفقط ولكن فهي من أهم أسباب الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية من عقوق الوالدين وانتشار الطلاق والعنف الاسري نتيجة غياب العقل للشارب وفقد السيطرة وانتشار الحوادث المرورية والسرقات والجرائم المختلفة بأنواعها.
قال تعالى :
(( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ))
وقد صدرت دراسة نشرت في مجلة من أهم المجلات العلمية العاليمة وأكثرها انتشاراً ومصداقية The Lancet في العدد الأخير من العام 2010 م ونشر خبرها على موقع الجزيرة نت. كشفت نتائج الدراسة عن الأضرار الخطيرة التي يتسبب بها الخمر على المجتمع، وأكدت نتائج الدراسة الحقيقة القرآنية من أن ضرر الخمر على المجتمع أكبر من تأثيره على الفرد فحسب فهي من أعظم الشرور والآثام والبلايا المجتمعية.
فمن حيث النظرة الاقتصادية نري المنافع والوفورات التي تحققت بسبب تحريم الخمر في بلادنا الاسلامية فإنها تؤدي الي ضعف الانتاجية للمتعاطي مما يؤثر علي الناتج القومي غير الخسائر المادية في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة نتيجة الحوادث المرورية والجرائم التي يرتكبها شاربي الخمور وكيف أن المسلم المتبع لتعاليم الإسلام لديه الإجراءات الوقائية من مخاطر الخمر الصحية والاجتماعية واذا تأملنا واقع الغرب لوجدنا الخلل الاجتماعي والاخلاقي بل وانتشار الامراض النفسية و الجرائم والحوادث والتكلفة الاقتصادية الباهظة المترتبة علي الدولة والمجتمع واستنزاف الموارد الموجهه لأخطارها والحد منها .
ومن هنا نري أن الشريعة الاسلامية والسنن النبوية قد قدمت الدليل الشامل للسعادة والرخاء وان اتباعنا لتعاليم ديننا تكفل لنا الوقاية والنجاة في الدنيا والاخرة فان من أسماء الله عز وجل (العليم ,الحكيم) فهل أحسنا الاتباع والتمسك بقوة بكتاب ربنا وسنة نبينا فهذا غيض من فيض من تشريعات وسنن فاذا تأملنا أنواع المحرمات في القران الكريم من تحريم الربا والخمر والميسر والقمار والغش والغرر.. وغيرها الكثير لاكتشفنا باننا امام اكبر دليل شامل كاف للحفاظ علي صحة وحياة الانسان بالاضافة الي الأثار الأخري الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وسوف نلقي الضوء علي هذه المحرمات والوسائل الوقائية في سلسلة مقالات متتابعة باذن الله ، نسال الله التوفيق والسداد.