الشاعر محمد الشهاوى
الشاعر محمد الشهاوى
نشأة الشاعر محمد الشهاوي:
الشاعر محمد الشهاوي من مواليد إحدى قرى محافظة كفر الشيخ بمصر, وقد برع في الشعر صغيرًا, وعالج موسيقاه, وهو من بيئة خلابة المناظر تحفز على الإبداع, وعلى عكس كل أبناء جيله من الشعراء والأدباء والمثقفين آثر محمد الشهاوى البقاء في الريف في قريته (عين الحياة), بعيدا عن صخب المدينة وضوضائها.
محمد الشهاوي الجواهرجي:
مما أذكره للشاعر الكبير محمد الشهاوى أنه رغم معاناته من مشكلات التقدم في العمر؛ فقد كانت أذنه الموسيقية تلتقط أخطاء العروض, وتصدم بأخطاء اللغة بسرعة خاطفة, هذه الصفة جعلت رواد صالون أحمد ماضي الثقافي يلقبونه بالجواهرجي.
الشاعر محمد الشهاوي وفن الإلقاء:
أضف إلى ذلك صفة أخرى في الرجل هي فن الإلقاء, وكنت شخصيا أنسجم مع إلقاء محمد الشهاوى لقصائد من ديوان إشراقات التوحد, وخصوصا قصيدة المرأة الاستثناء:
"هي امرأة وكل النساء سواها ادعاء…"
هذا البيت تحديدا أذكره, وأعتقد أنه أصاب كبد ما كنت أعانيه في سن الشباب المبكرة من آلام العشق المبرحة, وأنهى حياته كما لم أنهها أنا, وهو يبالغ في ميزان الهوى حتى يتصور ألا حبيب إلا ما نراه.
استنتاج وصلت اليه إليه من ناحية الشهاوي، الشهاوي صوفي وعاشق كبير, وكنت كقاص شاب فشل في ميدان الشعر أتصوره وهو جالس محتبيا عباءته من البرد في صالونات الشتاء, كشيخ صوفي كبير هرم تحلق حوله من يريده, وهم يجدون في خلفيته تلك الهالة النورانية التي تجعله مهيبًا, رغم ضعفه الجسدي الظاهر.
الشاعر محمد الشهاوي والصوفية:
الصوفية بادية في محياه وفى كل شيء فيه, أخشى أن أقول: لأنه يعيش زمانا غير زماننا؛ فديوانه الأشهر اسمه "إشراقات التوحد", والجميع يبحث عن الانفصال, نحن نسعى للانفصال لا للتوحد, ربما يسعى هو إلى شيء آخر لا نعلمه, ربما يكون العنوان إثباتا لما أراه أنا؛ فمعنى كلمة إشراقات – وهي جمع – أنها كثيرة وليست واحدة, وأنها قادمة من ليل طويل من العزلة والانفراد والتشتت والضياع.
الشاعر محمد الشهاوي وجيل الستينات:
محمد الشهاوي بن جيل الستينات عاصر عفيفي مطر, وكثيرا من متحولي شعراء عصره؛ صلاح عبدالصبور أيضا كان صوفيا كبيرا, ورغم أننى لا أرتاح إلى تصوف الحلاج, وأراه يذهب بعيدا إلى جانب كبير من المبالغة والعاطفية, وأنا أحب الطابع العملي حتى في الشعر, والحكمة عندي أبلغ من العاطفة؛ فإن صلاح عبدالصبور نجح في استبطان شعر الحلاج, وإيصال فكرته عن الظلم الاجتماعي من هذا العصر عبر الحلاج؛ لينجو من فوهة الرقيب والتكرار الممجوج.
الشاعر محمد الشهاوي وأدباء كفر الشيخ:
محمد الشهاوي مسؤول عن ظهور جيل أدباء كفر الشيخ الحديث, الذين أحبوا الشعر, وقاسوا الأمرين حتى يعيشوا في بيئة لا تحترم الإبداع, وإنما تقر تجارة العقارات والأراضي, وتقدس السفر عبر الزمن من أجل لقمة العيش, بيئة انتشر فيها الطرب الغبي وسمي فنا, والإرهاب وسمي فكرا, والضياع وسمي حرية, والقلق وسمي مسؤولية, والفساد وسمي نجاحا.
الشاعر محمد الشهاوي يصمد:
محمد الشهاوي شكرا لك أنك لا تزال صامدا, وكنت اتوقع موتك, مع أنك مدين لي بالاعتذار عن إعاشتي في حلم التصوف لسنوات, وكنت أحب أن أعيش الحياة كما هي, وليس زماني زمان محمد الشهاوي, وليست أقلامنا بنزاهة قلمه, ولسنا نعيش حلمك, إننا فقط نكتب.. شكرا سيدي محمد الشهاوي.
يسعدنا أن تشارك الموضوع إن وجدته مفيداً ، وإن أردت أن تبقى على أطلاع دائم بجديد موضوعات جامعة المنح يمكنك أن تشترك في القائمة البريدية الموجودة في الاسفل .