العائد البيئي والاقتصادي لزراعة الأشجار(التشجير)
الأشجار.. أهمية ورمز:
الأشجار أشهر الكائنات الحية بعد الإنسان على سطح الأرض، توجد أمامك في كل مكان، وتفتقدها العين، وقد يغيب عنك الأسد والثعلب والحمار، لكنك في حر القيظ ستظلك الشجرة، وسريرك أصله شجرة وسقف بيتك من شجرة، إن الشجرة تحضنك طوال فترات عمرك, والأشجار في المنام ترمز إلى الرجال الضخام الصلاب.
الأشجار أحيانا تعد شعارا للدولة؛ فشجرة الأرز هي شعار الجمهورية اللبنانية، ويرمز إلى حقبة تاريخية كان الأرز فيها مادة لصناعة السفن, التي نشرت الحضارة الفينيقية والتجارة عبر المتوسط، والتي كان لها دور في تغيير تاريخ البشرية باختراع الأبجدية الرمزية.
الأشجار المعمرة:
حقيقة ليست كل الأشجار صلبة أو معمرة، لكن بعضها بالفعل معمر, ويعيش مئات السنين، وبعضها من الضخامة بمكان حتى تحتاج إلى اكثر من عشرين شخصا مشتبكي الأيدي ليلتفوا حول جذعها، وبلغ الأمر بإحدى الحكومات أن تشق نفقا للسيارات في جذع شجرة.
الأشجار ودروة الطبيعة:
الأشجار في دورة الطبيعة لها دور إنتاج الهواء اللازم للتنفس من جهة، وتكوين الوقود الضروري عبر ملايين السنين في باطن الأرض من جهة أخرى، وتعد الأشجار ذات أهمية اقتصادية، وخصوصا بعض أنواعها التي تتكاثف في أوربا داخل الغابات؛ لتنتج الأخشاب اللازمة للورش ومصانع الأثاث.
القطع الجائر للأشجار:
بعض الدول اكتسبت شهرة خاصة من جراء الغابات المنتجة لأجود الأخشاب، (كثيرا ما تسمع مصطلح الخشب السويدي), وتندر الغابات المنتجة لأنواع معينة من الأخشاب فترتفع أسعارها، ومع الازدياد الكبير في تعداد السكان الذين ملؤوا العالم باحتياجاتهم, واستهلاكهم المتسارع لكل شيء وكذلك من الخشب والأثاث, ظهرت الحاجة إلى تقنين قطعها مع زراعة أشجار جديدة، بعض الشركات التي تتخصص في تجارة الأخشاب لا تراعي البيئة، ولذلك ظهر مصطلح القطع الجائر للأشجار؛ وبعض نشطاء البيئة والمدافعون عنها يلجؤون إلى التظاهرات والدعاوى القضائية, التي تحد من الاعتداء على الأشجار التي تنمو طبيعيا, ويدعون إلى نشر زراعتها حتى في الأماكن التي تخلو منها.
الأشجار في الشرق الأوسط:
الأشجار في الشرق الأوسط نادرة الوجود, ولا تزرع إلا في نطاق جغرافي ضيق, أو لا تنمو طبيعيا سوى في السودان ولبنان وكردستان, ولكن الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية في المنطقة هي أشجار الزيتون, والتي تملأ شواطئ البحر المتوسط، خصوصا في إسبانيا التي تعد المصدر الأول لزيت الزيتون في العالم.
أشجار الفاكهة:
أشجار الفاكهة من الأهمية, وذلك لأنها تنتج جزءا من غذاء الإنسان، وتوفر تجارة رائجة عبر البحار، وخاصة إلى العالم الأول الذي يعي أهمية أشجار الفاكهة الغنية بالفيتامينات والسكر الطبيعي.
هناك سياسة خاطئة في الدول النامية, التي ليس لها حظ وافٍ من الأشجار بسبب ظروفها المناخية, وهى الإكثار من زراعة أشجار الزينة، مع أن المأكول منها وهى أشجار الفاكهة والزيتون أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية؛ حيث توفر الفاكهة لقطاع كبير من الفقراء مجانا على شواطئ الأنهار والترع وأمام البيوت، بدلا من السعي إلى استهلاكها عبر الأسواق, التي ترفع أسعارها؛ تجاوبا مع ارتفاع تكاليف الزراعة حدا يصل إلى ارتفاع الأشجار.
ملحوظة هامة : يمكنك ان تبقى على اطلاع دائم بجديد موضوعات جامعة المنح من خلال الاشتراك في القائمة البريدية للموقع في الاسفل ، ولا تنسى تفعيل الاشتراك من خلال الضغط على اللينك المرسل في رسالة على بريدك .