العدالة الاجتماعية في عصر الإنترنت
العدالة الاجتماعية في عصر الإنترنت
عصر الإنترنت:
عصر الإنترنت حول العلاقات الاجتماعية بين البشر, التي تقوم على التواصل المباشر إلى علاقات افتراضية, هذا هو الاتهام الاول لعصر الإنترنت, أليس كذلك؟ لكن بالمقابل فإن عصر الإنترنت وفر للبشرية كلها فرصاً للتركيز على كم كبير من الأفكار, والمثل, والقيم التي كان يحلم بها الناس في العصور المثالية؛ وفر كماً من الثقافة, والطموح, والعلم, والإمكانات تتخطى حواجز الزمن القديم, وعقبات الروتين والبيروقراطية والأوراق, ولا أعتقد أن إدمان الإنترنت, ومواقع التواصل الاجتماعي تحديدا في هذا العصر سوى تعبير عن التعطش الشديد لهذه القيم, ووجودها بهذا الكم في حياتنا يُخشى أن يحولنا إلى المثالية, والمثالية هذه هي التي تسبب عزلة الشباب في هذا العصر من المجتمع, ولجوئهم إلى الإنترنت.
مزايا عصر الإنترنت:
مواقع التواصل الاجتماعي توفر لك غالبا انتقاد الاشخاص الذين يتفقون مع أفكارك وتصوراتك, ولا بأس إن اختلفت مع أحدهم أن تحظر صداقته بمنتهى البساطة ودون مشكلات, الشخص غير المفيد والذي لا يتفاعل معك, الأشخاص التافهون يمكنك أن تخرجهم من حياتك بسهولة, بمنتهى البساطة يمكنك برمجة ذاتك من خلال أصدقائك على الإنترنت.
في أحيان كثيرة أفاجأ بأشخاص لهم ميول استفزازية على مواقع التواصل الاجتماعي, هؤلاء أشخاص طيبون, وأخرجت الحرية التي يتصورونها أسوأ ما فيهم, أو أنهم سيئو الطبع ولا يجيدون في عالم الواقع سوى الاستفزاز (قم بحظرهم فورا).
من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بدا لي أن بعض الأشخاص يتعاملون مع طلبات الصداقة من باب الاستعلاء, مع أنهم في الحقيقة ليسوا أعلى شأنا من حيث المركز الاجتماعي, ولا الإنجازات, ولا النجاح من مديري شركات أو أرباب عمل مرموق في أنحاء العالم الكبير, لهم الأعضاء الحيوية نفسها تقريبا, هذا مثير للضحك أن يعرفك شخص في الحقيقة, ويرفض صداقتك في عالم الواقع.
وهذا يسوقنا إلى تصوير آخر, وهو أن الإنترنت جعلك في موقع أكثر حساسية من ناحية الناس, والبشر حساسون لهم مشاعر كما تعلم, ويمكنهم أن يوجهوا لك الإساءة بشكل أو بآخر, فكر قبل أن تضغط على الزر.
يساهم الإنترنت في رفع كفاءة ومهارات قطاع كبير من الفقراء, ويصبحون أغنياء وأصحاب أعمال؛ مما يقلص من الفوارق الطبقية, ويخلق طبقة أكثر ثراء وثقافة, إن الانترنت يسهم في تكوين صفوة العالم بشكل أو بآخر.
مع من نتعامل في عصر الإنترنت؟
دائما ما نردد أن الأشخاص الذين يجلسون إلى الإنترنت في الطرف الآخر من العالم لا يرونك، احرص على أن تصدر لهم قيما إيجابية غير عنصرية, كن عادلا, تعامل مع الأشخاص من منطلقات مختلفة (المهارة – الدقة – الإيجابية – الصدق – النجاح – العزيمة – الإنجاز – الخبرة – هل يفيدك أم لا؟), هذه القيم هي التي تعكس مدى أهمية الانسان ورقيه في السلم الاجتماعي.
التصور الإيجابي في عصر الإنترنت:
الناس يملؤون الأرض من كل جوانبها, ولكن قليلا منهم يملك الجرأة على حماية مصير من يحب, أو التضحية من أجل من يحب, أو القيام برعاية من يحب, إذا كان تصورا ايجابيا عن نفسك حتما سوف تجد من يتفق معك, وستحيط نفسك – ولو افتراضيا – بأشخاص لهم تصور إيجابي عن العدالة الاجتماعية في عصر الإنترنت.
ملحوظة :يمكنك ان تبقى على اطلاع دائم بجديد جامعة المنح من خلال الاشتراك في القائمة البريدية للموقع.