الفساد ودوره في تخلف الدولة
الفساد ودوره في تخلف الدولة
معطيات الفساد:
الفساد ينتشر تلقائيا وفق معطيات كثيرة؛ أهمها: الديكتاتورية, وينتشر الفساد في الدول التي يتخذ فيها القرار بشكل أحادي, وعبر قنوات قليلة وفقيرة؛ من حيث الدراسة العلمية، هذا يخلق جواً مناسبا لانتشار الرشوة, وتأخر الأداء العام للدولة, وتركز القيادة في يد واحدة, يشجعها على قبول الأموال ونهب المال العام دون وجه حق.
في برنامجه (خواطر) تعرض أحمد الشقيري لموضوع (الفساد), وأوضح أن سنغافورة هي من أقل دول العالم في مستوى الفساد؛ مما يرفع مستوى دخل الفرد السنوي حدا لا يصله في أغلب بلدان العالم, والعكس في الدول الإفريقية التي يلونها البرنامج باللون الأحمر والأحمر القاني, دولة واحدة فقط تأخذ اللون الأصفر أو الاقل فسادا على الخريطة هي بتسوانا.
بتسوانا والفساد:
بتسوانا دولة إفريقية, ومع ذلك يصل متوسط دخل الفرد فيها إلى 16 ألف دولار سنويا, ومع أن الكل حولها يقع تحت طائلة الفقر.
نيجيريا والفساد:
نيجيريا دولة إفريقية, هي الأكثر ثراء من حيث كمية الثروات الطبيعية والبترول احتياطيا؛ حيث تحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم من حيث احتياطي البترول, ومع ذلك فإن متوسط دخل الفرد سنويا يصل في نيجيريا إلى 2600 دولار سنويا, وقد وصل الفساد في نيجيريا حدا, جعل مسابقة لليانصيب على الهواء مباشرة يفوز بها رئيس الدولة (قيمتها 100 ألف دولار).
الفساد في الدول الإسلامية:
وبحسب الشقيري فإن ثماني دول من أصل عشر دول هي الأكثر فسادا في العالم هي دول إسلامية, وهذا يفسر الفقر الضارب بأطنابه, وكمية المياه الطافحة في الشوارع, وكمية الشباب العاطل عن العمل, وتدني مستوى البنية التحتية, وتراجع حجم الاستثمارات, وانتشار الجرائم الأخلاقية والجنايات, وزيادة معدل الوفيات جراء الأمراض المتوطنة, وازدياد مستويات التلوث, وتراجع عدد الكوادر الراقية والتخصصات النادرة, وارتفاع معدلات هجرة الكفاءات المهنية والعلمية والبحث العلمي.
مكافحة الفساد:
بعض الدول قدمت حلولا لمشكلة الفساد والرشوة؛ منها أن الهند أصدرت عملة الصفر أو عملة الزيرو, ويعطيها المواطن للموظف في حال طلبه لرشوة في أي مؤسسة حكومية, ومكتوب عليها (تكافح الفساد في كل مستوياته), إذا الفساد له مستويات, أدناها مشكلة الفساد في المحليات التي تستنزف رصيد وميزانية الدول؛ فيتدنى مستوى البنية التحتية, وأعلاها صفقات بيع المخدرات والسلع الفاسدة والأدوية المغشوشة, وفساد الجمارك, وفساد الأجهزة الرقابية, كل ذلك يؤدى إلى نزيف أموال حاد, واقتراض ونهب للأموال العامة, وتراجع الدولة في سلم الرقي.
وقد سئل أحد المسؤولين الكبار في دولة سددت ديونها المليارية: كيف حدث ذلك؟ فقال: أوقفت السرقة.
الإسلام والفساد:
شدد الشرع الحنيف على مكافحة الفساد وقطع يد السارق, وكان النبي صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة, والخلفاء الراشدين من بعده؛ فقد وصل مستوى الفساد في عهدهم إلى الحد صفر, وارتقت الدولة وبلغت من القوة أن كسرت فارس وغلبت الروم واتسع ملكها, كل ذلك يتوازى مع وأد الفساد.
يمكنك ان تبقى على تواصل مستمر معنا من خلال الاشتراك في القائمة البريدية .