(الممنوع من الصرف ليس رصيدًا بنكيًّا ماديًّا, ولا يخضع لمعايير الغنى والفقر, إنما هو رصيد علماء أفنوا أعمارهم في استقراء النحو واستنباطه؛ لتظل راية العربية خفاقة في سماء العالم. فافهم).
الصرف هو التنوين, والتنوين نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظًا لا خطًّا,
وهناك ما يمنع من الصرف لعلة واحدة أو سبب واحد, وذلك في حالتين:
* الحالة الأولى:
لعلة صيغة منتهى الجموع, وهو كل جمع تكسير في وسطه ألف مد بعده حرفان أو ثلاثة أوسطها ياء؛ مثل: مصابيح ومنابر ومساجد ومفاتيح ومآذن ومعالم ومكاسب ومعابد ومساوئ وملامح ومشابك وشبابيك ونوافذ ومقابض.
* الحالة الثانية:
لعلة ألف التأنيث المقصورة والممدودة, وهو العلم المؤنث المختوم بألف التأنيث الممدودة التي بعدها همزة؛ مثل: علياء وروناء وهناء.
والعلم المؤنث المختوم بألف التأنيث المقصورة؛ مثل: سلمى وفدوى ورضوى.
وهناك ما يمنع من الصرف لعلتين:
أولا: العلم:
العلم هو الراية وهو الجبل, قالت الخنساء بنت عمرو الشريدي:
وإن صخرًا لتأتم الهداة به ……. كأنه علم في رأسه نار
أي: جبل.
والعلم كما عرفه علماء اللغة والنحو اسم مختص معين, وهو منقسم إلى منصرف أو ممنوع من الصرف, أو منون وغير منون؛ فالمنصرف: مثل سعيد وعلي وحاتم وإياس, والممنوع من الصرف مثل: فاطمة وأحمد ومعاوية وبعلبك وبورسعيد.
وكل أعلام الأنبياء المذكورة في القرآن الكريم ممنوعة من الصرف خلا ستة هي: محمد وهود ولوط وشعيب وصالح ونوح.
ويمنع العلم من الصرف لعلتين أو سببين, وتفصيل ذلك كالتالي:
- العلمية والعجمة (الأعجمي هو غير العربي الذي نطقته العرب على طريقتها)؛ مثل:
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وداود.
- العلمية ووزن الفعل؛ مثل:
أحمد ويشكر (علم على النبي نوح – عليه السلام) ويزيد وشمر.
- العلمية والتأنيث؛ مثل:
فاطمة وسعاد ومعاوية وطلحة وزينب وعلياء وهناء.
- العلمية والتركيب المزجي؛ مثل:
بورسعيد وشبراخيت وحضرموت وبعلبك ونيويورك.
- العلمية والعدل؛ مثل:
عُمَر وزُحَل وقُزَح.
- العلمية وزيادة الألف والنون؛ مثل:
رضوان وسليمان وشعبان ورمضان وعثمان.
ويعرب العلم المنصرف حسب موقعه في الجملة فهو معرب, فيرفع وعلامة رفعه الضمة, وينصب وعلامة نصبه الفتحة, ويجر وعلامة جره الكسرة.
وتمنع الصفة من الصرف لعلتين؛ الوصفية مع ثلاث علل أخرى:
- الوصفية مع العدل؛ مثل:
ثُلاث ورُبَاع.
- الوصفية مع زيادة الألف والنون؛ مثل:
جوعان وعطشان.
- الوصفية مع وزن خاص بالفعل؛ مثل:
أحمر وأخضر.
إعراب المنوع من الصرف:
الاسم الممنوع من الصرف لعلة واحدة أو علتين: علامة رفعه الضمة وعلامة نصبه وجره الفتحة.
وإذا أضيف الممنوع من الصرف أو اقترن بـ (أل), أعرب إعراب الاسم المنصرف؛ فيرفع وعلامة رفعه الضمة وينصب وعلامة نصبه الفتحة ويجر وعلامة جره الكسرة.
كقولنا: خطب الرويبضة على منابرِ المسلمين.
فكلمة (منابر) هنا مصروفة مجرورة, وعلامة جرها الكسرة؛ لأنها أضيفت.
كما يصرف الممنوع من الصرف وينون للضرورة الشعرية, وقد أورد ذلك ابن القزاز القيرواني في كتابه: (الضرورة الشعرية) الذي حققه الدكتور رمضان عبد التواب.