الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل
(بعض أجزاء هذا المقال وجدتها مكتوبة منذ مرحلة الجامعة, وقد تكون جزءًا من مقدمة الرواية الأصلية, أو مقال في مجلة مشارف التي صدرت عن المؤلف في حيفا)
تمثل هذه الرواية في مجملها مراحل تطور الوعي الفلسطيني:
مرحلة ما قبل النحس الأول: وهي مرحلة النكبة، التي انضم فيها سعيد أبو النحس المتشائل للجهات الأمنية الاسرائيلية واشيا بغيره من الفلسطينيين المقيمين فيها, وفى هذه المرحلة طرحت الأمم المتحدة مشروع قرار، يقضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وكان من رأي الحزب الشيوعي الذي انضم إميل حبيبي كاتب الرواية إليه في ذلك الوقت هو القبول بقرار التقسيم، وتمثل تلك المرحلة مرحلة الطفولة والعجز في الوعي القومي الفلسطيني من وجهة نظر إميل حبيبي؛ حيث تُساق فيها يعاد المناضلة بمنتهى الشراسة والعنف إلى سيارة الترحيلات.
مرحلة ما بين النحسين (1948 – 1967): وهي أخصب مرحلة على المستوى الفني؛ حيث يفاجأ سعيد أبو النحس أن ابنه شق عصا الطاعة وخرج عن الدولة، فانضمت له أمه باقية، ودفع هو الثمن في سجن شطة الرهيب, وهذه المرحلة هي مرحلة المراهقة والنزق في الوعى القومي الفلسطيني.
مرحلة ما بعد النحس الثاني: بعد 1967 التي كتبت فيها الرواية، وتمثل مرحلة النضج في المقاومة والوعي؛ فالضابط الإسرائيلي يقف أمام يعاد ابنة يعاد الأولى قائلا: كنا ننتظر منكم أكثر من ذلك.
رؤية الرواية ماركسية لا داعي لأن نعرف بأنها الشيوعية العلمية, التي اجتاحت العالم عقب تأسيس الاتحاد السوفييتي, وتمويله ودعمه للخلايا الشيوعية والأحزاب اليسارية في العالم كله, والتقنية المستخدمة في الرواية هي تقنية السرد التهكمي, التي تطل علينا عبر مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري؛ حيث اللغة الرصينة والأسلوب النقدي، والسخرية اللاذعة والطرفة الهادفة.
سعيد بطل القصة هو إميل حبيبي نفسه, الذي ولد في قرية شفا عمرو على بعد 25 كيلو مترا جنوب حيفا, ومن الأدلة التي تدعم كون البطل هو إميل حبيبي نفسه: أنه عاد إلى حيفا عام 48 عبر الأردن ولبنان ثم الجليل، ودرس من قبل في عكا, وتمكن من اللغة العربية, وكتب المقال الساخر وأجاد العبرية, ويقول أحد الباحثين في هذا الإطار الذي رسمه إميل حبيبي لروايته, والذي تماس فيه مباشرة مع الشخصية اليهودية: إن هناك ثلاثة مصادر لمعرفة الشخصية اليهودية، وهي التي شكلت صورته في الأدب الفلسطيني.
– اللقاء المباشر الذي تم على أرض فلسطين منذ فترة طويلة؛ فقد عاش اليهود إلى جانب المسلمين والمسحيين قبل تأسيس المستوطنات اليهودية منذ عام 1882.
– القدس ، حيفا ، الخليل ، نابلس.
– القراءة عن اليهود في المصادر المختلفة, تبتدئ بالعهد القديم, وتمر بالقرآن, ثم الآداب الأوربية.
– الرؤية التي يصدر عنها الأديب, وهي رؤية متعددة عن الديانات والفلسفات التي لها حضورها في المجتمع الفلسطيني.
أعمال أميل حبيبي (1921- 1996):
1- سداسية الأيام الستة 1969.
2- المتشائل 1974.
3- كفر قاسم 1976.
4- مسرحية لكع بن لكع 1980.
5- خرافية سراية بنت الغول 1991.
جميع الحقوق محفوظة لجامعة المنح للتعليم الإلكتروني.