خطورة الدراما المدبلجة
خطورة الدراما المدبلجة
الدراما الهندية:
منذ ظهور التليفزيون سعت كل أمة إلى توصيل رسالتها للعالم، ونشر ثقافتها القومية بكل السبل المتاحة، ومن ذلك السينما والأفلام، وتأخذ الأفلام خطورتها من تكثيفها في مدد زمنية لا تتجاوز الساعتين على الأغلب، ولا تحتاج إلى مزيد متابعة؛ فهي تعالج قضية واحدة في هذه المدة فقط، وتبث خيرها أو سمها فينا.
المسلسل الهندي أخطر ما فيه أنه يجذب قطاعًا كبيرًا من ربات البيت تحديدًا؛ إذ تنتشر البطالة بين الأغلبية الساحقة من ربات البيوت العربية، وتتخذها متعة وتسلية، وفي ظل تدني الوعي والقطيعة الثقافية مع الماضي العربي والإسلامي, يصبح من السهل بث السموم والعقائد المخالفة داخل عقول هؤلاء النسوة اللاتي يتحملن مسؤولية تربية النشء؛ فيخرج إلى الدنيا جيل ضعيف الصلة, يسهل استعباده وتوطينه على عقول العدو كصديق.
الدراما التركية:
الدراما التركية تركز أكثر على ضرب القيم الإسلامية في مقتل؛ فالقائمون على الأعمال الفنية في تركيا علمانيون, وتعد الدراما أحد سبل وأدوات العلمانية التركية في تشويه رموز التيار الإسلامي, وجعله لا يصلح مصدرًا للإلهام الثوري أو العقدي.
تعود خطورة الدراما التركية مع الشعوب العربية في ارتباطهما تاريخيًّا بالمنطقة كآخر معاقل الخلافة الإسلامية، حتى إن التيار المحسوب على الإسلام السياسي في تركيا يستمد دائمًا قيم, ومثل, وأعراف الخلافة الإسلامية العثمانية في إلهام الشعب التركي، ويسعى إلى ربطها دائمًا بهذه الحقبة من تاريخها تحديدًا، والتي سيطرت فيها على نصف العالم القديم تقريبًا.
مثل تلك المسلسلات تستهدف الفصل, لا الوصل بانتقاد هذه الفترة تحديدًا.
دراما حريم السلطان:
دراما حريم السلطان تدور حول شخصية رجل من أكبر رموز الدولة العثمانية, والذي أذل أوربَّا كلَّها في معركة ماهوكس, التي ضرب بها المثل عندهم على كل شيء كارثي، يقولون في أوربَّا "أسوأ من هزيمتنا في ماهوكس", وغزا الفاتيكان؛ فما كان من أقربائهم إلا أن وصموه بكل نقيصة, وأظهروه في مخادع النساء ومدبرًا للمكائد، وشوًّهوا صورته, وافتروا عليه أيَّما افتراء، كجزء أساسي من عدائهم التقليدي لخلافة المسلمين العثمانية.
أمَّا بقية الدراما التركية المدبلجة؛ فتركِّز على قضايا المرأة وحقها في التعري، وعقيدة الانتقام, وتثبيت أركان المثل والعقائد العلمانية, التي بدأت تتذبذب في المجتمع التركي؛ ليصدروها للمجتمعات العربية التي لا تعرف كثيرًا من طبيعة الصراع بين الإسلام والعلمانية في تركيا.
على غرار هوليود أقامت الهند مدينة بوليود لصناعة الأفلام والدِّراما، وحظيت هذه الأعمال الفنية بالشهرة والتسويق المحترف، وأنفقت مليارات الدولارات مستفيدة من نهضة الهند الاقتصادية, واستغلت بوليود انفتاح القنوات الفضائية العربية, واستيعاب دبي للثقافات الطارئة والواردة من العالم؛ لتكون منفذًا لجسد الثقافة العربية.
وانتشرت المسلسلات المدبلجة مثل مسلسلات المغول المسلمين في الهند، ووصل الأمر ببعض المسلسلات إلى تصوير ملك مسلم متزوجًا من رجبوتية تعبد النار, يدخل معها إلى المعبد, ويمارس معها طقوس عبادتها للنار, وهذا الذي يحفظ القرآن، ويشتغل قائدًا للمسلمين.. إنها ضربة قوية للعقيدة الإسلامية في نفوس الناس, وتشويه متعمد لمسار التاريخ، ناهيك عن مبالغات الأفلام والمسلسلات الهندية التقليدية من رومانسية وغيرها, والتي تبتعد عن الواقع, وترسخ في العقول, وتصور الخائن حبيبًا, والزوج عدوًّا أو قوادًا.
يمكنك الإشتراك في قائمتنا البريدية من خلال الصندوق الموجود في الاسفل ولا تنسى تفعيل الاشتراك .
جامعة المنح للتعليم الإلكتروني.