يتضمن درس الحال في النحو تعريف الحال وأنواع الحال وصاحب الحال, ويشتمل على أمثلة على الحال؛ للوصول للغاية القصوى من تعليم النحو العربي, ولكي ندخل إلى درس الحال في النحو, ينبغي أولًا أن نستعيد تعريف الجملة في اللغة العربية, وهي التي تتكون من أكثر من كلمة وتؤدي معنى مفهومًا, وتنقسم الجملة إلى جملة اسمية وجملة فعلية؛ فما ارتباط الجملة بدرس الحال في النحو؟
الحال هو اسم نكرة فضلة مشتق, يأتي زائدًا على معنى الجملة الفعلية؛ ليبين هيئة صاحبه المعرفة, وصاحب الحال – بالتالي – ينبغي أن يكون معرفة, والحال ينبغي أن تكون نكرة, والحال تذكر وتؤنث؛ فتقول: حال منصوبة وحال منصوب, وذلك أن الحال المفرد يكون منصوبًا أو منصوبة.
Contents
صاحب الحال:
صاحب الحال يشترط فيه أن يكون معرفة, بصرف النظر عن نوع الحال, وصاحب الحال هذا قد يكون فاعلًا أو مفعولًا أو اسمًا مجرورًا أو مضافًا إليه.
أمثلة على صاحب الحال:
- رجع محمدٌ مسرعًا.
- سافر السائحون متأخرين.
- دخل الطالبان نشيطيْن.
- مررت بالممرضاتِ نشيطاتٍ.
- شاهد المعلم الطلابَ منتبهين.
- قرأ المعلم مقدمة الدرسِ طويلا.
إذا لاحظت الكلمات التي فوق الخط, وهي (محمد – السائحون – الطالبان – الممرضات – الطلاب – الدرس) ستجد أنها إما فاعل أو مفعولٌ به أو اسم مجرور أو مضاف إليه, وهذه الكلمات ذكرت بعدها كلمات وضحت هيئتها, الكلمات التي ذكرناها التي هي فوق الخط هي صاحب الحال, والكلمات التي جاءت بعدها وهي: (مسرعًا – متأخرين – نشيطيْن – نشيطات – منتبهين – طويلًا) هي الحال.
أنواع الحال:
تنقسم أنواع الحال وفقًا لاعتبارات ستة إلى أقسام كثيرة, نذكرها تحت بنودها واشتراطاتها, وهي:
أولا: أنواع الحال باعتبار انتقال الوصف ولزومه:
- الحال المتنقلة: وهي التي ينتقل الوصف بها عن صاحب الحال, ويفارقه إلى وصف آخر.
أمثلة على الحال المتنقلة:
- حضر القائد ماشيًا.
- أقبل الطلاب مسرورين.
لو تأملت الحالين (ماشيًا – مسرورين) لوجدت الحال الأولى من الممكن أن تفارق بوصفها هذا صاحب الحال, فيكون بدلًا من ماشيًا راكبًا أو جالسًا أو نائمًا, ولوجدت الحال الثانية من الممكن أن تفارق السرور إلى الحزن والغم والهم وغيرها من الأوصاف, وهذا من أنواع الحال ما يسمى (الحال المتنقلة).
- الحال اللازمة: معناها أن الحال أو الوصف ملازم لصاحب الحال ولا ينزوي عنه أو يفارقه.
أمثلة على الحال اللازمة:
- خلق الإنسان عجولًا.
- بعث الرسول هاديًا.
لو تأملت الحالين (عجولًا – هاديًا) لوجدت أنهما لا يفارقان صاحبيهما أبدًا, فالإنسان بطبيعته عجول لا يفارقه هذا الوصف إلى غيره, وطبيعة الرسول أن يكون هاديًا؛ فالوصف بالهداية ملازم للرسول لا يفارقه, وهذا من أنواع الحال ما يسمى (الحال اللازمة).
ثانيًا: الحال باعتبار الاشتقاق والجمود:
- الحال المشتقة: هي التي يشتق لفظها من لفظ آخر فتكون اسم فاعل أو اسم مفعول, إلخ..
- ربما يفيدك مقال : الفعل اللازم والمتعدي
أمثلة على الحال المشتقة:
- حضر محمد راكبًا.
- تجول السائحون مسرورين.
لو تأملت الحالين (راكبًا – مسرورين) لوجدت أن كليهما مشتق من لفظ آخر, وقد عرفت من تعريف الحال بأنه لفظ مشتق من غيره, وهذا يعني أن من أنواع الحال بالرجوع إلى المعنى العام للحال (الحال المشتقة).
- الحال الموطئة: والمقصود بها الحال التي يكون لفظها جامدًا موصوفًا بالمشتق, والذي سوغ مجيئها جامدة واعتبارها حالًا هو وصفها بالمشتق.
أمثلة على الحال الموطئة:
- انتخب الشعب رجلًا أمينًا.
- قوله – تعالى: “فتمثل لها بشرًا سويًّا”.
لو تأملت الحالين (رجلًا – بشرًا) لوجدت أنهما جامدتان, والحال من شروطها ان تكون مشتقة, فالذي يسوغ مجيء الحال هنا جامدة هو وصف الأولى بمشتق وهو كلمة (أمينًا), ووصف الثانية بمشتق وهو (سويًّا).
ثالثًا: الحال باعتبار زمن حصولها بالنسبة لزمن العامل:
- الحال المقارنة: زمن الحال في هذه النوع من أنواع الحال هو نفسه زمن حدوث العامل.
أمثلة على الحال المقارنة:
- يجلس التلميذ منصتًا.
- حفر العمال نشيطين.
بتأمل المثالين السابقين؛ ستجد أن الحالين الموضوع تحتهما خط حدثتا في الزمن الذي وقع فيه عاملهما (يجلس – حفر), وهذا النوع من أنواع الحال يسمى الحال المقارنة.
- الحال المقدَّرة: هي التي يتأخر زمن حصولها عن زمن حدوث العامل.
أمثلة على الحال المقدَّرة:
- قول الله تعالى: “فادخلوها خالدين“.
- أدى الطالب الامتحان ناجحًا.
ستجد في المثالين السابقين حالين هما (خالدين – ناجحا) جاء الوصف بهما متأخرا عن حصول العامل, فالخلود يأتي بعد الدخول, والنجاح يأتي بعد الامتحان, وهذا النوع من أنواع الحال يسمى الحال المقدَّرة.
- الحال المحكية: وعلى عكس النوع السابق فإن زمن الحال هنا يكون متقدمًا على زمن حدوث العامل وليس متأخرًا عنه.
مثال على الحال المحكية:
- جاء زيد راكبًا أمسِ.
بتأمل المثال السابق, ستجد أن كلمة (راكبًا) جاء الوصف بها سابقًا على زمن حدوث العامل, وهو المجيء أو (جاء), وهذا النوع من أنواع الحال يسمى الحال المحكية.
رابعًا: الحال وصاحبها من حيث الإفراد والتعدد:
الحال من حيث الإفراد والتعدد مع صاحبها ثلاثة أقسام هي: مفردة لمفرد, ومتعددة لمفرد, ومتعددة لمتعدد.
- الحال المفردة لمفرد: في حالة ما إذا كانت تصف صاحب الحال الواحد بوصف واحد.
أمثلة على الحال المفردة لمفرد:
- جاء الطالبان مسرعيْن.
- قطف علي الوردة متفتحةً.
بتأمل المثالين السابقين ستجد أن صاحب الحال (الطالبان) واحد مفرد, ووصف بوصف واحد مفرد هو (مسرعيْن), وفي المثال الثاني ستجد أن صاحب الحال (الوردة) واحد مفرد, ووصف بوصف واحد مفرد وهو (متفتحة).
- الحال المتعددة لمفرد: ومعنى ذلك أن يكون هناك أكثر من وصف (أكثر من حال) لصاحب الحال الواحد.
أمثلة على الحال المتعددة لمفرد:
- قطف محمد الوردةَ متفتحةً ناضرةً.
- حضر الطلاب نشيطين مسرورين.
بتأمل المثالين السابقين ستجد أن المثال الأول جاء فيه صاحب الحال واحدًا مفردًا وهو (الوردة), ووصفت بحالين اثنتين وهما: (متفتحة – ناضرة).
وفي المثال الثاني جاء صاحب الحال (الطلاب) مفردًا واحدًا, ووصف بحالين اثنتين, وهما (نشيطين – مسرورين).
- الحال المتعددة لمتعدد: إذا كان هناك أكثر من صاحب حال, وأكثر من وصف أو حال, وأفضل صورة لهذه الحال أن يكون كل وصف أو حال بجانب صاحب الحال الذي يخصها, تجنبًا لِلَّبس.
مثال على الحال المتعددة لمتعدد:
- جاء خالدٌ مسرورًا, ومحمدٌ راضيًا.
فصاحب الحال الأول (خالد) حاله أو وصفه هو (مسرورًا), وصاحب الحال الثاني (محمد) حاله أو وصفه هو (راضيًا).
خامسًا: الحال المؤسسة والحال المؤكدة:
وتنقسم الحال من حيث تأسيسها لمعنى جديد, وتأكيدها لمعنى موجود إلى: حال مؤسسة وأخرى مؤكدة.
- الحال المؤسسة: وتعني إفادة معنى جديد لم يُشرْ إليه قبل النطق بها.
أمثلة على الحال المؤسسة:
- حضر الطلاب نشيطين.
- غادر الطلاب منظمين.
فكل من الوصفيْن أو الحاليْن (نشيطين – منظمين) تفيدان معنى جديدًا, لم يًشر إليه في الجملة قبل النطق بكليهما, وهذا النوع من أنواع الحال يسمى الحال المؤسسة.
- الحال المؤكدة: وهي التي يسبقها الإشارة إليها في الكلام؛ وتفيد معنى كان موجودًا قبلها في عاملها, أو صاحبها, أو في مضمون الجملة قبلها.
أمثلة على الحال المؤكدة:
- قول الله – تعالى: “وأرسلنا للناس رسولًا“.
- حضر الطلاب كلهم جميعًا.
- محمدٌ أبوك عطوفًا.
في المثال الأول أكدت الحال عاملها وهو (أرسل)؛ فقد سبقت الإشارة إلى الحال في العامل (أرسل) فهي مؤكدة لعاملها.
في المثال الثاني أكدت الحال صاحبها؛ فقد أفادت الإحاطة والعموم بصاحبها قبل التلفظ بها؛ إذ عُرِّف صاحب الحال بأل وأكد بكل؛ وهذا يعني أن الحال (جميعًا) مؤكدة لصاحب الحال (الطلاب).
في المثال الثالث أكدت الحال مضمون الجملة قبلها؛ فإنه من المعروف أن العطف من خصائص الأبوة وأوصافها, وهذا النوع من أنواع الحال يسمى الحال المؤكدة.
سادسًا: الحال المفردة والحال غير المفردة:
الحال قد تكون لفظًا واحدًا؛ أي أنها ليست جملة ولا شبه جملة, وقد تكون جملة اسمية أو جملة فعلية, وقد تكون شبه جملة يعني جارًّا ومجرورًا أو ظرفًا, ويشترط في الحال الجملة: أن تشتمل على رابط يربط صاحب الحال بجملة الحال, وهذا الرابط قد يكون ضميرًا فقط أو الواو فقط أو الواو والضمير معًا, ويشترط في الضمير أن يطابق صاحب الحال في الإفراد والتثنية والجمع تذكيرًا وتأنيثًا.
اقرأ أيضًا : المنادي وأنواع المنادي
أمثلة على الحال المفردة والحال غير المفردة:
أولًا: الحال المفردة:
- حضر علي نشيطًا.
- سافر السياح مسرورين.
فكلا الحالين (نشيطًا – مسرورين) حال مفرد, يعني أنه ليس جملة ولا شبه جملة.
ثانيًا: الحال الجملة الاسمية:
- أبحر الصيادون والبحر هادئ.
- يشرح المعلمون وعقولهم صافية.
فالجملتان (والبحر هادئ – وعقولهم صافية) حال جملة اسمية في محل نصب, وربطها بصاحب الحال الواو فقط في الجملة الأولى, والواو والضمير في الجملة الثانية.
ثالثًا: الحال الجملة الفعلية:
- وقف المعلمون يشرحون.
- جلس الطلاب يستمعون.
فالجملتان (يشرحون – يستمعون) كلتاهما جملة فعلية في محل نصب حال, وربطهما بصاحب الحال الضمير (واو الجماعة).
رابعًا: الحال شبه الجملة:
- ينصت الطلاب في هدوء.
- يقف محمد أمامَ البيت.
الحال شبه الجملة هو: الحال الذي يتكون من حرف جر واسم مجرور, أو الظرف, وإعرابه: شبه جملة في محل نصب حال.