شخصيات مثيرة للجدل
شخصيات مثيرة للجدل
شخصيات مرت في تاريخ العالم, حققت إنجازات من وجهة نظر البعض, وهي هي الإنجازات إخفاقات أو عوامل هدم من وجهة نظر آخرين.. شخصيات سوية, وأخرى معاقة ساهمت في تغيير مسار البشرية على نُطق واسعة أو ضيقة؛ لمدة طويلة أو قصيرة من التاريخ ..
شخصيات بعضها لا يزال يحيا, وبعضها الآخر طواه الموت أو النسيان, لكن دائماَ نحن نتذكر.. لقد خلقنا لنتذكر.. وولدنا لنتذكر, وعشنا السنوات الطوال من عمرنا نتفاعل, وننجح, ونخفق, ونثير الجدل؛ لأننا أيضا شخصيات مثيرة للجدل بشكل أو بآخر.
- طه حسين مصري صعيدي, ولد ليواجه العمى مبكرا في أعقاب علاج خرافي وجاهل من شخص غير مسؤول, ولا متخصص, هذا جعل طه حسين يرى العالم من وجهة نظر أخرى, تعلم في الأزهر وواجه سلطة المعلم القاسية والشيخ المتزمت.
طه حسين جنح جنوحا كبيرا يضاد ما تربى عليه داخل أروقة الأزهر, ورغم قوة أسلوبه وعربيته الفصحى, وانتمائه الأول للمؤسسة الدينية؛ فقد بدرت منه بعد عودته من فرنسا ملامح فكر مختلف, جعلته شخصية مثيرة للجدل.
ولا شك أن زواجه من الفرنسية المسيحية سوزان، وتعلمه في السوربون كان لهما الأثر الأكبر في جنوحه الفكري هذا.
وكان لها الأثر نفسه على ولده مؤنس من بعده, الذى انتمى إلى أمه لغة وثقافة, ثم دينا؛ فقد تنصر, وترك الإسلام جملة وتفصيلا.
لا أحد يجزم بحجة الفريق القائل: إن ملامح فكر طه حسين وزواجه من سوزان لم يكن صدفة؛ فقد أراد الغرب من خلاله أن يوصل رسالة للشرق تهدم بعض ما بنى عليه حضارته ورقيه, وهزم بها أوربا لقرون، أراد الغرب أن يضعف نوازع الأصالة والعروبة, رغم كون لسان طه حسين عربيا.
قدح طه حسين في حقائق لم يتكلم فيها أحد سوى القليل من المستشرقين, وتكلم في القرآن والسيرة وتاريخ الأمة بمنهج, يختلف عن منهج المحدثين والإخباريين والمسلمين الأوائل، وحظي بتأييد فريق من المثقفين وصوره الإعلام عميد الأدب العربي, ولا يزال له إلى الآن تلاميذ, يرددون أفكاره, ويتقنون مبادئه, ويتأثرون به, ولا يزال إلى الآن شخصية مثيرة للجدل.
- نجيب محفوظ:
أديب نوبل وأشهر أدباء مصر والعالم العربي, أتاح له عمره الطويل الذي شارف على المائة أن ينتج ويبدع, ويحقق وجودا على المستوى المصري والعربي والدولي، وفي الوقت نفسه أثار الجدل بتصوراته وعقائده, حول الوجود والإيمان والحب والاجتماع والسياسة, وتعد روايته (أولاد حارتنا) الموصوفة بالإلحاد, وتخطي موانع الدين والثقافة إحدى الروايات المثيرة للجدل حتى الآن, رغم عدم دفعه هو شخصيا وصمة الإلحاد عن الرواية حتى نهاية عمره؛ فقد ظل الليبراليون في العالم يعتبرونها حرية فكر, وليست إلحادًا, وهي الرواية التي تسببت في محاولة اغتياله في التسعينات من القرن الماضي.
نصر حامد أبوزيد وسيد القمني وهدى شعراوي وقاسم أمين وعمر الشريف في مصر، وعبدالرحمن منيف في السعودية, وقديما كان هناك أبو نواس وأبو الفرج الأصفهاني والحلاج وابن عربي والسهروردي, شخصيات مثيرة للجدل، اتهمت بتهم عديدة, وبعضهم قتل, ولا يزالون إلى الآن يحظون باهتمام قلة من المثقفين؛ إذ تنتشر الأمية على نطاق واسع في العالم العربي, كما أن الغرب بمؤسساته الضخمة؛ الثقافية, والعلمية, والفنية لم ينجح في إقناع العرب والمسلمين بأن تلك الشخصيات المثيرة للجدل تنتمي إليه فكرا وثقافة، بل ودينا وعقيدة, ويتساءلون ببلاهة مصطنعة: أي شخصيات؟
لا تنسى الإشتراك في القائمة البريدية لجامعة المنح وتفعيل الاشتراك كي تبقى على إطلاع دائم بجديد موضوعاتنا.