الأستاذ العقاد "قطب العبقرية" في مصر, ولد في نهايات القرن التاسع عشر, ولم يحصل في حياته سوى علي الشهادة الابتدائية, واعتمد علي ذاته في تكوين ثقافته الموسوعية, وبرع في اللغة الإنجليزية, وتأثر بثقافة الإنجليز, ونادي بالجديد في الشعر.
كتب العقاد الشعر, واشترك مع زميليه عبد الرحمن شكري وعبد القادر المازني في تكوين جماعة الديوان, التي وقفت في وجه الكلاسيكية وانتقدتها, ونادت بالتجديد في بناء القصيدة (الوحدة الموضوعية), وموسيقى الشعر والقافية, وعارضت شعر المناسبات, وتبنت فلسفة مناهضة للقديم, الذي تبناه عموم الشعراء والكتاب في بداية القرن العشرين.
كان للعقاد وزميليه أثر واضح في الثورة التي عصفت بالشعر القديم, وساهمت في نشأة شعراء أبوللو وشعر المهجر.
كان العقاد مثقفًا شاملًا, وناقدًا كبيرًا, وعملاقًا في كل فن, ويعد عباس العقاد مدرسة وحده؛ فقد كان يتمتع أسلوبه بالبناء المنطقي, فتأثر به الكثير من شباب الكتاب من الجيل الذي تلاه, وأبرزهم سيد قطب الذي تبني فكرًا إسلاميًّا في نهاية عمره, ولكن ظل أسلوب العقاد في التحليل والكتابة يخيم علي كتاباته.
كتب العقاد سلسلة العبقريات, التي لا تزال تحظى بإعجاب وإقبال القراء العرب حتى الآن, وبدأها بعبقرية محمد, ثم عبقرية الصديق, ثم عبقرية الإمام, ثم عبقرية خالد, وهذه العبقريات كانت وراء حظوته باحترام التيار الديني في المشرق العربي إلي الآن, بالإضافة إلي نشأته المحافظة على المستوى الأخلاقي, وصرامة تفكيره, وتصوراته عن الحرية والمسؤولية, وجنوحه إلى الاتزان والتعقل؛ فقد بنى فلسفته على العقل, وتأثر في ذلك تأثرًا بالغًا بالفيلسوف الألماني إيمانويل كانط.
العقاد كان شديد الاعتداء بشخصيته, وهو أمر لا يتناسب مع طبيعة أغلب النساء؛ فظل إلى نهاية عمره أعزبًا, ولم يرتبط ارتباطًا حقيقيًّا بامرأة, رغم تضارب الأقوال حول وقوعه في الحب أكثر من مرة.
1ـ ديوان العقاد.
2- الديوان "بالاشتراك مع المازني".
3- سلسلة العبقريات.
4- التعريف بشكسبير.
5- الحسين عليه السلام.
عبَّاس العقاد كان مغرمًا بالأدب الإنجليزي, خصوصًا شكسبير, وقد أفرد له كتابًا خاصًّا هو التعريف بشكسبير, عرض فيه لمراحل حياته بدءًا من المولد وحتَّى الوفاة.
كتب العقَّاد عن الإمام الحسين والإمام علي, بما يوحي باحترامه لآل البيت, وكانت الروح التي كتب بها قد تأثر بها – أيضًا – خالد محمد خالد في كتبه رجال حول الرسول, وقد نحى العقد منحًى يخالف ما كتب به طه حسين, رغم كون العقاد غير منتمٍ للفكر الشيعي أصلًا.
طه حسين والعقَّاد كانا على طرفي نقيض, وكل منهما كان ينتمي سياسيًّا لحزب منافس للآخر, وقد سجلت مناظرات للكاتبين على صفحات الجرائد بلغت حد النقائض.
تُوُفَّى عام 1964العقاد في عهد لم يتح له فيه الحرية لأن يكتب, أو يتعامل مع القلم بالشكل الذي كان يتعامل به من قبل؛ حيث صودرت حرية الكتابة, وكان قد بلغ الشيب؛ فآثر الفلسفة, والفكر الذي يتجاوز الواقع.