كادر المعلم.. ما الجدوى؟
كادر المعلم هو توصيف اسمي لعملية الاختبار والتدريب المستمر, الذي يخضع له المعلمون خلال فترة حياتهم العملية, وينتج عن اعتبار المعلم مجهزا ومعدا إعدادا نفسيا وتربويا ومهنيا من عدمه.
أسباب صدور قانون كادر المعلم:
• حصول الكثير من المعلمين على درجات, وتقديرات متدنية جدا في التقارير السرية السنوية من المشرفين عليهم.
• حالات التحرش, والزواج العرفي, والتسيب الأخلاقي التي اجتاحت بعض المدارس فأخلت بالمستوى العام للمعلمين, وهددت الثقة بهم (الإعداد النفسي).
• العقاب البدني المبالغ فيه, والذي جعل بعض المعلمين يتسببون في عاهات مستديمة أحيانا للطلاب, هذا ناهيك عن حجم الدمار النفسي, والإعاقة النفسية التي تستمر ولا تظهر مع الطلاب.
• التدني الملحوظ في مستويات آلاف الطلاب, وعجز كثير من خريجي المدارس عن القراءة والكتابة بشكل سليم, عزز من تقارير المهنيين والخبراء حول أحقية بعض المعلمين في الاستمرار في العملية التعليمية.
• كادر المعلم تعرض لانتقادات كثيرة من قبل المعلمين في البداية, ولكنهم رضخوا في النهاية, ومارسوا الأمر كما يمارسه طلابهم, من غش ومظهرية ووساطات.
• كادر المعلم الآن هو عملية اختبار, أو دورة تدريبية روتينية يتخطاها كل المعلمين المؤهل والمدرب وغير المدرب, ولم يعد لكادر المعلم من فائدة سوى اسمه.
• أنا كمعلم أسعد بالخضوع لاختبار كادر المعلم وفق الضوابط والأسس والمعايير العلمية للمعلم, وهذا الاختبار يخضع لمضبوطية الغش, هذا شرف أن يعبر معلم هذا الاختبار, لكن لا حياة لمن تنادي.
• يعين المدرسون الجدد على درجة معلم مساعد عند التعاقد, وعند التعيين الفعلي يخضعون لاختبار كادر المعلم, ومن ثم يحصلون على درجة (معلم), ثم معلم أول, ثم معلم أول أ, ثم معلم خبير, ثم كبير باحثين.
• المعلمون يعتبرون قانون كادر المعلم قانونا شكليا؛ إذ يجدون إلى جوارهم في العملية التعليمية وفي سلك التعليم, من لا يستحق الاستمرار فيه, كما أن مستويات الطلاب والتلاميذ استمرت في التدني, حتى أصبحت في ذيل التصنيف العالمي للتعليم.
• كادر المعلم يقوم بالتدريب عليه واختبار المعلمين فيه الأكاديمية المهنية للمعلم, وهي مؤسسة تابعة للدولة تختص بتدريب المعلمين في المستويات المختلفة على الاطلاع بمهنة التدريس والتعليم, وفق مقتضيات وضوابط علمية, ومما يؤصل لتلك المسألة في نفوس المعلمين الإحساس والخبرة الحياتية مع المؤسسات, لكن بالنهاية تبقى تلك المؤسسة إحدى المؤسسات التي تعانى من البطء نتيجة لعوامل مختلفة, يجب أن تتقصاها الجهات الرقابية في الدولة.
ولكن يبقى الشعور القديم مهيمنا على المعلم, من اعتبارها مهانة للمعلم أن يعود متعلما, بعد أن افترض في نفسه القوامة والقيادة لجحافل الخريجين, الذين يدينون له بالفضل في الوصول إلى مؤهلات علمية مناسبة, من وجهة نظره.
كادر المعلم أقصى ما يمكن القول فيه: إنه اختبار علمي متقدم يقيس القدرات التربوية والنفسية والأكاديمية للمعلم, ولكن في إطار منظومة من الفساد, تبدأ بوجود مسؤولين غير مؤهلين بمهمة الوساطة بين المعاهد الأزهرية والمدارس الحكومية من جهة, والأكاديمية المهنية من جهة أخرى, والجميع ينوء تحت حب البيروقراطية.
فما الجدوى من كادر المعلم؟