الزي المدرسي من أهم ما يميز الشكل العام للطالب أو التلميذ, وعموما ليس الزى المدرسي علامة فقط, أو ظاهرة من ظواهر العملية التعليمية، بل هو أيضا دليل على ثقافة البلد، وعمق تغلغل النظام فيها، بالإضافة إلى مميزات أخرى للزي المدرسي نذكر منها:
- الزى المدرسي يضفى الجدية على العملية التعليمية، و إلا فما الذي يميز الطالب أو التلميذ عن غيره في الشارع والمواصلات؟ وكذلك داخل محيط المدرسة يسهم الزى المدرسي في ضبط العملية التعليمية.
- التشابه في نمط الملبس والزي المدرسي يجعل الطلاب والتلاميذ ينتظمون في سلك واحد, ويعني هذا أن للأمر أساسا علميا؛ فالإنسان في السن الصغيرة أو الكبيرة عادة ما يتسم سلوكه بالعدوانية تجاه الأشخاص المختلفين معه، وطبقًا لعلم النفس فسمات التشابه بين الطلاب – وأبرزها في الزي المدرسي – تقلل من حدة المواجهة داخل الفصل والفناء وردهات المدرسة, والمدرسة بشكل عام.
- هيبة الطلاب وهم في الشارع يسهم فيها الزي المدرسي؛ فارتداء الكثير من الأطفال أو المراهقين لزي موحد، يعنى انتماءهم لمؤسسة واحدة، وأنهم يعرفون بعضهم جيدا، وتشابه الزي الرسمي يسهم في إضفاء الهيبة عليهم خلال رحلتهم من وإلى المدرسة؛ مما يسهم في الإقلال من حالات التعدي عليهم من قبل المجرمين أو المشاغبين أو حتى البلطجية؛ فالمجموع يحمي بعضه بعضا، واختلاف تلميذ واحد أو طالب واحد في الزي قد يعرضه للإيذاء أو الاعتداء، حتى من زملائه؛ نتيجة التوجه الطبيعي للعداء مع المختلف معك، خصوصا في المجتمعات التي تتربى على أحادية الفكر وثقافة الكراهية، والعدوان على الآخر المختلف في الشكل والزى واللون, وحتى العرف والمذهب والدين (ثقافة التخلف).
- الزي المدرسي ومدى الالتزام به (أحد معايير النظام التعليمي الجيد)؛ ففي إطار نظم تعليمية كثيرة يبقى الزى المدرسي علامة على فاعلية الإدارة, وقدرتها على حسم التوجيهات وتنفيذ التعليمات.
كما يبرز دور المدرسة الأعلى في المجتمع، والذي يتخطى دور أولياء الأمور, والذين قد لا يتمتعون بمستوى تعليمي متميز, أو وعي كامل بأهمية الزي المدرسي.
- الزي المدرسي وسيلة للتباهي, وموضع اعتزاز أولياء الأمور والطلاب بانتمائهم إلى مؤسسات رسمية، خصوصا مدارس اللغات، والمدارس الأجنبية؛ فهي موضع تقدير كبير في بعض المجتمعات النامية.
- يصبغ الزي المدرسي في الشوارع الدولة والشعب بصبغة النظام وحسن الإدارة، ويسهم في رفع قيمة البلد الحضارية؛ إذ إن المدارس الرسمية تمثل الدولة، وارتداء الطلاب والتلاميذ للزي المدرسي يعبر عن الدولة، ليست الحكومة فقط تطبق معايير دولية ورسمية، وهذا له دور في اجتذاب السياحة والاستثمارات إلى البلد.
- الزي المدرسي سلعة كأي سلعة لها منتجوها والمستفيدون مها تجاريا, وتدر ربحا؛ لذا فإنها مسؤولة بشكل جزئي عن سيل من النقد يدخل إلى حصالة المال الخاص للمواطن.. (المنتجين, والموزعين, والتجار).
في النهاية سنسألك: خلال سنوات دراستك.. كم مرة ارتديت الزي المدرسي؟
