كيف تتعلم اللغة العربية؟
اللغة العربية هي أكثر لغات العالم ثراء من ناحية المفردات، ومرونة وتطورا من ناحية الأساليب البلاغية، وعلى كل فليس المقام هنا هو الحديث عن مزاياها وخصائصها, ولكننا سنشير إلى ذلك تعقبًا لوسائل وطرق تعليم اللغة العربية التي يعتبرها أهلها اللغة الأصلية لبني آدم، ولغة أهل الجنة، وبها نزل القرآن وغير ذلك.
وثراء اللغة العربية بالمفردات جعلها متسعا, وساحة كبيرة ملأى بالإيحاءات والاستعارات والتشبيهات، كما أنها لغة سهلة على القائمين بها ليل نهار، ويتعذر على غير المداومين عليها الاضطلاع بتدريسها.
تدريس وتعليم أي لغة في العالم أمر ممتع، ولكن تعليم اللغة العربية أكثر متعة، وقد كانت اللغة العربية ولا تزال لغة منطوقة ومقروءة ومكتوبة في قمة الإبداع والروعة.
تعليم اللغة العربية يتخذ عدة طرق، ويتيح أكثر من منهج من ذلك:
– طريقة تعليم اللغة العربية بالإنشاد والغناء:
وكانت فاطمة بنت أسد ترقص سيدنا على بن أبى طالب بهذا البيت من الشعر:
أنت تكون ماجد نبيل ::: إذا تهب شمأل بليلُ
وكانت نساء العرب تعلم أبناءها العربية من نبعها الأصيل، وذلك وفق منطلقات مختلفة؛ فقد كانت قريش ترسل أبناءها للرضاعة في بني سعد بن بكر لتعلم العربية من أفصح قبائل تميم, ومن ضمن هؤلاء سيد الأولين والآخرين محمد – صلى الله عليه وسلم.
– طريقة تعليم اللغة العربية بالتقليد:
وهي الطريقة التي تتعلم بها الناس اللغات في كل مكان على وجه الأرض، سواء أكانت هذه لغتنا أم غيرها، وليست اللغة العربية بدعًا في هذا, وقد أجرى أحد أساتذة اللغة العربية بالكويت تجربة على ولده في هذا العصر؛ حيث عوده منذ الطفولة على الحديث معه باللغة العربية الفصحى, وكان يكلم الصبي أسرته والناس بالكويتية المحلية, ونجحت الطريقة وكبر الطفل وظل يحدث أباه بالعربية الفصحى؛ مما يدل على أن تعليم اللغة العربية بالتقليد سهل, كما أن تعلمها بالغناء والإنشاد ممتع.
– تعليم العربية بالتمثيل:
وهو جعل كل تلميذ في الفصل يتقمص دور شخصية تتحدث بالفصحى، ويتفاعل معها، أو إسقاط شخصيات وهمية على رموز ومصطلحات اللغة العربية؛ فالنحو والصرف والبلاغة والعروض.
– تعليم اللغة العربية بالرسم:
وهو جعل التلميذ, أو الطالب يرسم الكلمة التي ينطقها المعلم أو أول حرف فيها؛ فيربط ما بين الرسم والحروف والكلمات.
تأخذ اللغة العربية قوة الجبال في بعض مفرداتها وسهولة منحدر الرمل، والماء على بساط الصحراء الأصفر في بعضها الآخر، وتُخادع أحيانا باستعاراتها وكناياتها ومجازاتها وتشبيهاتها كالسراب، وتصيب كبد الحقيقة عند تعرضها للمشكلات الكبرى والحقائق العليا.
اللغة العربية هي الأقدر على حل مشكلات العالم، وليس هناك قدرة للغة أخرى على ممارسة السهولة والليونة إلا اللغة العربية، كما أن تعليم اللغة العربية يصب في مصلحة القومية العربية, والأدب العربي, والتاريخ العربي؛ فإن اللغة العربية الآن تمارس سحرها على من يتعلمها ومن يعلمها، اللغة العربية هي الهوية وتعلمها يصب في مصلحة الأمة قبل مصلحة المشتغلين بها؛ فمستقبل الأمة يرتبط ارتباطًا وثيقا بالثقافة، واللغة أحد أهم أركان الثقافة.
أرأيت أن وجود هذه الأمة مرتبط بتعليم باللغة العربية؟