كيف تشجع تلاميذك على التعلم؟
التعلم ليس محبوبا من قبل الكثير من الأطفال؛ فهناك عوامل كثيرة تتسبب في تراجع إقبال الطلاب على التعلم، والتسرب من التعليم، والبعد عن الفصول الدراسية، واختلاق المشكلات؛ فمن هذه الأسباب:
- العقاب البدني وراء ضعف إقبال الطلاب على المدارس، بما يمثله من تخويف و إرهاب, وما يسببه من صدمات وأمراض نفسية على المدى الطويل.
- المواد الدراسية العقيمة، وحذف الأنشطة، وعدم وجود صالات أو ملاعب رياضية.
- الجانب الاقتصادي له دور كبير في إحجام الطلاب عن التعليم، وهذا السبب تحديدا يكون مباشرا في الأحياء الفقيرة والقرى النائية؛ إذ يستعان بالأطفال في الورش والحقول لسد العوز.
- يقع بعض الأطفال ضحايا مشكلات اجتماعية؛ مثل الطلاق, وانفصال الوالدين أو وفاة أحدهما، أو الاضطهاد الاجتماعي في الفصول الدراسية، نتيجة التفاوت الطبقي، والغنى والفقر.
- انتشار أماكن اللهو وتوفر المادة والسيولة بلا رقيب؛ مما يؤدى بالشباب والمراهقين في أعمار التعلم إلى انتهاج الانحراف كأسلوب حياة، من دعارة وزواج عرفي ومخدرات.
- يتورط بعض التلاميذ في صفوف التعليم في الجريمة المنظمة في بعض المناطق من العالم، ويستغلون أسوأ استغلال.
- ضعف الوازع الأخلاقي والديني، والانفلات الأمني يكون وراء خروج بعض التلاميذ عن المناهج الطبيعية للتعلم، وبالتالي إقبالهم على ممارسات من شأنها تضييع فرص التعليم، والفصل من المدارس وربما الجامعات.
- التضييق والحصار؛ مثل بعض المناطق المحتلة من العالم، إذ يلعب الجدار الفاصل العنصري بين إسرائيل وفلسطين دورا كبير في التضييق على الطلبة الفلسطينيين, وتلاميذ المدارس الذين يحملون السلالم في سن صغيرة؛ ليعبروا الجدار بشكل يومي.
- ضعف الوعي والثقافة العامة لدى بعض أولياء الأمور، وخصوصا في الدول النامية؛ مما يجعلهم أقل قدرة على تحفيز أبنائهم على التعلم، ومجابهة الظروف، أو التعامل مع مشكلاتهم الدراسية بشكل سليم.
- ارتفاع المصروفات و الأموال اللازمة للتعلم في بعض مناطق من العالم، إذا كنت تنوي التعلم في مدارس خاصة تؤهل لمناصب راقية، وأنت من الطبقة الفقرة فلن تستطيع ذلك، التعلم في بعض الأماكن للأغنياء فقط.
كيف نحل ذلك الإشكال إذا؟
أولا: ينبغي العلم أن التشجيع والتحفيز له آليات، تعطى وفق ضوابط علمية؛ لأن التحفيز بغير وعي قد يضر العملية التعليمية؛ فالمبالغة مثلا في إعطاء شهادات التقدير ومنح الحلول والهدايا قد يعيق تقدم التلميذ في مضمار التعلم؛ إذ قد يملؤه الغرور (ينبغي أن يكون الأمر وسطيًّا).
ثانيًا: جدلية العقاب البدني حلها عمر بن الخطاب منذ 1400 عام؛ حيث أجاز العقاب البدني دون ثلاث ضربات رقيقة بلا مبالغة.
ثالثًا: البعد عن الإطراء, وتوفير المناخ الاجتماعي وكفالة اليتيم، والسعي على الأرامل وبناء المدارس، وتعزيز دور المجتمع المدني في الإشراف، ومكافحة العنف المنظم، ووأود بؤر الفقر والفتنة والإرهاب في جميع أنحاء البلاد تحفز تلقائيًّا على التعلم.