كيف تنتقل الأمراض المعدية في المدارس؟
الأمراض المعدية في المدارس من أكثر المشكلات التي تواجه القائمين على التربية والتعليم في العالم كله، ويعود سبب وأهمية الموضوع إلى أن المدارس تكتظ بأعداد كبيرة من الطلبة في أماكن واحدة, تتفاوت إمكاناتها في التهوية والنظافة.
أكثر الدول معاناة من انتشار الأمراض المعدية في المدارس بطبيعة الحال هي الدول النامية، على اعتبار ضعف الميزانيات المخصصة للصحة، وضعف الإمكانات في المستشفيات, وصعوبات تتعلق بقدرتها على استيراد الأمصال، ومشكلات الاقتتال والصراعات التي تحول دون استمرارية عمل أجهزة الدولة, وإمدادها المدارس والطلاب بالأمصال اللازمة للحماية من الأمراض المعدية.
أنا شخصيا بدأت في مدرسة ابتدائية حياتي الدراسية، هذه المدرسة كانت مياه الأمطار تسقط من ألواح السقف الخشبي إليها؛ فتحول أرض الفصل إلى طينة, بالإضافة إلى ملابس الطلاب التي تبتل، وهنا يصبح انتشار فيروس التيفود وأنفلونزا الشتاء الموسمية سهلة.
في بعض المدارس تزدحم الفصول لدرجة وجود أربعة تلاميذ في مقعد واحد, ويسهل هنا انتشار الأمراض الجلدية المعدية من الحكة والقوباء والثعلبة والتنيا, وهي أشهر الأمراض التي تنتشر مع احتكاك الطلاب داخل الفصل الدراسي وخارجه عند ممارسة اللعب, أو ممارسة الرياضة الجماعية, أو الشجار المتكرر حول الأطعمة ومكان الجلوس والمزاح، والأمراض والميكروبات تجد بيئة خصبة تنتج من إهمال العمال نظافة الفصول، أو ممارسة الطلاب تنظيف الفصول والعقول.
إن مشاركة الطلاب والتلاميذ في نظافة الفصول أمر غير مقبول؛ فاليابان تطبقه, ونظامها التعليمي من أفضل خمسة نظم تعليمية في العالم, ولكن المرفوض وغير المقبول أن يترك العمال القمامة تتراكم تحت التلاميذ, حتى تنتشر بينهم الأمراض المعدية الناتجة عن الفيروسات والميكروبات، ثم يضطرون بذلك – فضلا أو أمرًا – لتنظيف الفصول مع انتشار البراغيث, التي قد تنقل الأمراض المعدية في المدارس بسهولة، أضف إلى ذلك ضعف الجهاز المناعي في الأطفال وتلاميذ مدارس المرحلة الابتدائية.
ومما لا يخفى على أحد حالات التيفود التي تنتشر بين الطلاب وتلاميذ المدارس في مصر، و التي تتسبب في حمى تلازم التلاميذ الفراش, وتقعدهم عن الاستمرار في العملية التعليمية، ويصبح من غير المجدي لدى بعضهم متابعة, أو اللحاق بزملائهم أو زميلاتهم، خصوصًا مع طول فترة العلاج والغياب جملة عن المدرسة.
وهذا كله يعود على الدولة والمواطن بنفقات وتكاليف مرتفعة من العلاج اللازم للأمراض المعدية وأعراضها, وتداعيات ذلك على الأسرة, التي غالبًا ما تعانى من أعباء أخرى إضافية, تزيد مع زيادة حصة الأسرة من أعباء العلاج.
أشهر الأمراض المعدية التي تنتقل في المدارس:
- أمراض الجهاز التنفسي: الأنفلونزا.
- الأمراض الجلدية: التنيا – الثعلبة – الهرش – الحكة – الحساسية الجلدية.
- الأمراض المعوية: فيروسات التيفود والملاريا.
- الحميات.
وهكذا تدور مدارس مصر والعالم العربي والدول النامية في فلك ضعف الإمكانات، رغم الجهود المبذولة, والتي تحول دون مكافحة انتشار الأمراض المعدية في المدارس.