كيف تنجح في حياتك؟
يسأل الكثير عن وصفات النجاح , وعن سير الناجحين لعله يتبعه أو يحذو حذوه ويكون مثله . واذا نظرت إلي حاله تجده ساكناً لا يعرف اتجاهه أو أنه يسير وفق منهج العادة أو طريق العامة. فهل هذا فعلاً يريد النجاح ؟ كلا, فمن تتبع سير العلماء والنبغاء والسلف الصالح وحتي الأثرياء والمشهورين يجد أن هناك خطاً مشتركاً بين كل هؤلاء ألا وهو الهمة العالية و استغراق النفس والعقل وكل جوارحه نحو هدفه, حتي تصبح حياته كلها تسير نحو هدفه فمن كان همه العلم , فأخذ في البحث والقراءة ومجالسة العلماء وطلاب العلم ودرس وتخرج وتعلم أصول علمه سواء كان أكاديمياً أو عملياً تطبيقياً فلابد وأن يكون في يوم ما من العلماء الذين يشار لهم بالبنان .
فسنن الله في كونه لا تتبدل ولا تتغير, فمن أراد أن يكون من أهل اختصاص, أو فن, أو مهارة فلابد من أن يكون سائراً بكل فكره وجوارحه وأن يكون همه الشاغل هو تحقيق هدفه. فتحديد الهدف هو أول الطريق والتركيز وأن يكون شغله الشاغل تحقيق ذلك هو الخطوة الثانية قال تعالي " إنَّ الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (الرعد:11). فإذا غير الإنسان من نفسه وأخلص أمره وانشغل بهدفه فسوف يغير الله حاله ويعطيه فوق مراده . فإن الكريم إذا أعطي أدهش . وهذا ينطبق علي العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية . وهنا سوف اضرب مثلاً بقصة الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه حيث استطاع أن يتعلم لغة اليهود في نصف شهر فقط وذلك عندما طلب منه النبي صلي الله عليه وسلم أن يتعلم لغة اليهود حتي يأمن مكرهم وجانبهم فتفرغ لها زيد وأخلص نيته وجعلها شغله الأول وتعلمها في زمن لا يساوي شئ في مقياس البشر (خمسة عشرة يوماً) فقط واستطاع أن يتعلمها ويتقنها .فتجارب العظماء مليئة بقصص الكفاح والجهد والمصابرة علي الهدف بحيث تجده لا يميل عن هدفه إلا في محاولة تصحيح المسار فقط ولكن الهدف هو شاغله الأول .وهذا هو السر ومفتاح النجاح هذه العبارة البسيطة" قل لي ما يشغلك أقل لك من أنت !