التربية والتعليم
كيف نستفيد من العسكريين في إدارة العنف المدرسي؟
(المعلومات مستقاة من أحد الأفلام الوثائقية, وخبرتي في مجال التعليم)
العنف المدرسي تلقى الكثير من المعالجات والرؤى حول كيفية مجابهته، ومدى تأثيره في تعطيل العملية التعليمية، وأبعاده الاجتماعية, وأسبابه ونتائجه.
في بريطانيا والولايات المتحدة لجأت الحكومة لحيلة غريبة، بعد تفشي العنف في المدارس, وتسجيل حالات كثيرة للتعدي على المعلمين من قبل مراهقين في المراحل الإعدادية والثانوية، وقد فكرت نسبة كبيرة من المدرسين في ترك المجال نتيجة لذلك, وبالفعل ترك بعضهم المجال.
اضطربت الأوضاع جدا في المدارس، وأشبه الأمر رحلة داخل سيرك مليء بالحيوانات المفترسة، أو العيش في الحياة البرية، المعلمون خائفون، وعاجزون عن ممارسة فعل التعليم، والطلاب جاهزون للانقضاض في كل لحظة؛ فما الأسباب وما الدوافع؟
هناك احتمالات كثيرة حول أسباب ارتفاع معدلات العنف في المدارس, وغياب النظام, وانتشار الفوضى:
1- وسائل الإعلام من تلفاز وسينما وإنترنت: تتيح هذه الوسائل مواد فيلمية تضر بالنمط الطبيعي للأخلاق والسلوك الاجتماعي القويم, وأكثرها أفلام الحركة التي لا يفتأ المراهقون يقلدونهم ليل نهار، وتخرج تنفيساتها في المدرسة التي يدرس فيها صفوة المجتمعات؛ مما يتعذر معه تعامل صارم مع أفعال غاية في الغرابة.
2- غياب التوجيه الاجتماعي في البيوت: بعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية, والانشغال التام من قبل الوالدين, ورغبتهم في عدم الارتباط بمنظومة الأسرة؛ مما يغيب الرقابة عن الطلاب في البيوت، فيلجؤون لممارسة العنف في المدارس للتخلص من الكبت النفسي.
3- مصادقة رفاق السوء والمارقين والخارجين على القانون: عادة ما يكون المراهقون تحت تأثير المخدرات، فيمارسون العنف في المدارس دون وعي حقيقي بمآل الأمور, في المدارس يغيب العقل، ويكون المعلم هو الضحية.
4- تجريم العقاب البدني من قبل الدولة: والسياسة العامة تقول: ابحث عن حلول أخرى.
وقد لجأت الحكومات الغربية إلى حيلة غريبة في أعقاب ذلك, وهي اللجوء إلى من خدموا في القوات المسلحة والجيش؛ لتوفير مزيد من الانضباط والحسم داخل المدارس.
نجحت الطريقة في إثناء الطلاب عن المروق، وتحجيم العنف المدرسي إلى حد بعيد، والعسكريون بطبيعتهم لا يقبلون الخروج على النظام؛ لذا فإن الطلاب سرعان ما تجاوبوا مع الانضباط، وكذلك يُعطَى العسكريون هؤلاء صلاحيتان من شأنهما إرهاب الطلاب, وردعهم عن العنف المدرسي.
يقع الزي العسكري من الناس موقعا نفسيا يملؤهم بالهيبة والخوف، فما بالك بهؤلاء المراهقين والصغار, خصوصًا مع معرفتهم بعدم تأثير هؤلاء بالإيحاءات النفسية, والمهانة الناتجة عن كونهم مدرسين في مواجهة طلاب، لقد تعرضوا لمواقف وتجارب صعبة, وتدريبات قاسية تمكنهم من تحمل أحلك الظروف النفسية، وأقلها العنف المدرسي من قبل الصغار.
وفى مصر تلجأ المدارس إلى تأمين الامتحانات ضد اعتداءات الطلاب وأولياء الأمور، الذين يمارسون العنف ضد المعلمين والمراقبين عن طريق الاستعانة بالقوات الخاصة, والحراسة المشددة من الشرطة، و إذا كانت لدى العسكريين الرغبة في حسم هذا الأمر فإن النتيجة تكون معروفة؛ إذ لا يمكن إنكار دور العسكريين في إدارة العنف المدرسي.