كيف نكافح العنف في المدارس؟
المدارس هي مجتمعات بالدرجة الأولى, ولكنها مجتمعات صغيرة، وكل مجتمع يتكون من العديد من الأفراد، ولابد تبعا لسنة الله في الكون أن تحدث مشادات و تجاذبات وتحرشات، واقتتال أحيانا، بدوافع كثيرة؛ منها: الغيرة, والتطرف, والاختلاف الفكري والعقدي، وحتى الجنسي، وربما تحدث التفرقة العنصرية، والطبقية، ويعاني الفقراء والنساء والصغار من غائلة ذلك في كل المجتمعات, ومنها المدارس.
يتنوع العنف في المدارس على كثير من الأسس، من تلك الأسس، العنف من المعلمين تجاه التلاميذ؛ فالمعلم إنسان، ويتطلب منه كإنسان حين يربي الصغار أن يعاملهم ويعلمهم على أسس علمية ونفسية وتربوية سليمة، لا أن يعاملهم كعبيد؛ فلا ينبغي أن يعاقبهم عقابا بدنيا مفرطا أو قاتلا, وعليه أيضًا ألا يذلهم إذلالا نفسيا مهينًا، حتى لا يخرج من المجتمع منحرفين نفسيا أو مرضى ساديين أو شوفينيين.
العقاب البدني والنفسي المفرط, وغير المبرر أو المتحيز يتسبب في أمراض نفسية وعاهات مستديمة، لا يعوضها المال، ولا يزيل سوادها الأيام، وقد لجأت الكثير من الحكومات إلى إيقاف العقاب البدني وتجريمه بقوانين صارمة، وحتى في الدول الأعتى ديمقراطيا فإنها طبقت العقاب البدني لقرون، ثم باتت تتراجع عن ذلك، ولكن كانت هناك تداعيات في الكثير من الدول؛ منها سقوط هيبة المعلم غير المؤهل نفسيا، وتعرضه للعنف من قبل المتعلمين، وحتى تلاميذ المرحلة الإعدادية والتجهيزية قد يعاملون معلمهم هذه المعاملة الندية؛ نتيجة ضياع هيبة المعلم بقوانين متحيزة.
العنف من قبل المتعلمين:
قد يتقاتل المتعلمون أو الطلاب، وحتى التلاميذ في الصفوف الأولى حول اختلافات وصراعات على أشياء تبدو من أماكن الجلوس في المدارس الأكثر ازدحاما وحول الوجبات والأقلام والكراسات، والغيرة والمنافسة الحادة وقد جربت ذلك بنفسي فعند غيابي عن الفصل لفترة ولو قصيرة تحدث تصادمات، وكأن دكتاتورا ترك الحكم في بلد حكمة ربع قرن، يحدث الانفلات الأمني داخل الفصل، وقد تصل الأمور في الصفوف المتقدمة إلى الاقتتال حول العلاقات العاطفية والفتيات أو الاختلاف العقدي أو حتى المظهرية واستعرض القوة، ويؤدى إلى العنف من الطلاب في أحيان كثيرة إلى عامان أو حتى حالات قتل بالسلاح الأبيض أو الأسلحة النارية العنف هنا ليسا تملا أن هو واقع. العنف من قبل أولياء الأمور لا يتفهم أولياء الأمور طبيعة المدارس والنظام فيها، ولذا فأنهم يهاجمون المعلمين داخلها لأسباب كثيرة، وحالات العنف الناتجة من الصدام بين أولياء الأمور ترجع لعدة أسباب منها:
1- العنف من قبل المتعلمين في معاملة الصغار.
2- العنف من قبل المعلمين في مجابهة أولياء الأمور خلال النقاش, والاختلاف أثناء عمليات الامتحانات والانتقال بين الصفوف (يرى بعض أولياء الأمور الغش أمرًا مقبولًا اجتماعيًّا وحقًّا مكتسبًا).
3- حالات التحرش من قبل المعلمين تجاه الطالبات أو التلميذات الإناث، وفي حالات أخرى تجاه التلاميذ؛ مما يتسبب في تجاوز أولياء الأمور للإجراءات القانونية، وممارسة العنف تجاه المعلمين داخل المدارس أو خارجها، العنف في المدارس موجود ضحاياه معرفون، تراهم في كل مكان.
كلنا تقريبا ضحايا العنف في المدارس.