كيف يتشرب طلاب المدارس قيم المجتمع؟
كيف يتشرب طلاب المدارس قيم المجتمع؟
طلاب المدارس هم صغار البشر، الذين يكتسبون القيم بالتقليد والمباشرة والتربية، وتتحدد المعايير التي يحكمون بها على الناس وعلى أنفسهم, وعلى الحياة من خلال ما يكتسبونه خلال مرحلة التنشئة والتربية من قيم ومثل وتوجيهات.
طرق اكتساب القيم:
– التقليد: المعلم هو قدوة طلاب المدارس، و يعود إليه الفضل في اكتساب الطلاب لقيم الصدق والوفاء والاجتهاد, وفق آليات وخطط ومناهج دراسية ومواقف تربوية, ويمثل المعلم لطلاب المدارس مكانة أكبر من مكانة الوالد في البيت، ولكنه بمرور الوقت يصبح من ذكريات الماضي، كما أنه لا يرتبط كليًّا بالطالب, إنما هناك شخصان آخران يمثلان المصدر الأساسي لإلهام طلاب المدارس, ومنبعًا لقيمهم، وهما الوالدان، ويعد من الظلم الواضح وضع المسؤولية كاملة على المعلم، بل إن المسؤولية الأساسية في اكتساب القيم تقع على الوالدين.
من عند ولادته وحتى دخوله المدرسة يقع تحت مظلة فترة حضانة تستمر لست سنوات, تكون كافية لإشرابه كثيرا من القيم، وإن كانت ذاكرته ليست من القوة ليتذكر مواقف تربوية بعينها، ولكن يظل أثرها باقيًا على الطلاب، وربما دفع المعلمون في مراحل وصفوف الدراسة ثمنها؛ مثل: تعرض المعلمين للبلطجة من قبل الطلاب؛ إذا كان السبب بيئة مشجعة على العنف أو الإرهاب أو كان الوالدان منفصلين.
وقد تكون الظروف الاجتماعية سببًا آخر لاكتساب قيم المجتمع من الشارع، والذي يحتل فيه المدمنون والمجرمون المكان الأول والأقوى، وغياب الوالدين عن ساحة التربية خلال فترة المراهقة الثانوية كان له أثر كبير في انحلال الطالبات والطلاب, وسيرهم في طريقة الرذيلة, مع غياب الرقيب وتقليد قدوات أخري.
– وسائل الإعلام:
أصبحت وسائل الإعلام في العصر الحديث أكبر داعم للقيم، وأكبر منبع للأخلاق بصرف النظر عن رضا المجتمع عنها أم لا، وتتفاوت حظوظ طلاب المدارس من قيم المجتمع مع اختلاف اهتماماتهم الإعلامية؛ فبعضهم يتخذ نجوم السينما الهندية قدوة، وبعضهم يقتدي بنجوم الكرة، أو حتى أفلام الكارتون.
وتطمح معظم الفتيات منذ المرحلة الإعدادية إلى الوصول إلى صورة خاصة لنجمات السينما الهندية, أو الدراما التركية التي أصبحت منتشرة على شاشات الفضائيات العربية.
– رجال الدين:
وتلك مشكلة أخرى؛ إذ تتعدد المرجعيات الدينية، حتى ضمن أبناء الطائفة الواحدة, وقد استفادت الكيانات المتطرفة من تحجيم دور المؤسسات الدينية الرسمية؛ مثل: الأزهر الشريف في بث قيم التطرف والإرهاب، مما جعل المنطقة العربية أسوأ بقعة تكتظ بالطائفية والاحتراب الأهلي والشوفينية, وقيم العنف والتعصب والجهل والإرهاب.
توحيد المرجعية الدينية يسهم في محاربة البلبلة التي تنتج عن الفتوى، واتجاه المجتمع كله وراء فتوى واحدة خاطئة تنتج عن مؤسسة واحدة أفضل عندي من التخبط والتصارع حول فتاوى كثيرة, لا تمتلك مرجعياتها كثيرًا أو قليلا من فقه أو شرع أو دين, وهذه المرجعيات تحركها في الغالب المصالح والمطامع السياسية والحزبية، ويدفع ثمنها أولئك الشباب الصغار الذين يجرون مجتمعاتهم إلى الفوضى؛ فمن أين يا ترى يتشرب طلاب المدارس قيم المجتمعات؟
لا تنسى الأشتراك في القائمة البريدية للموقع كي تبقى على إطلاع دائم بجديد جامعة المنح .ولا تنسى ايضاً تفعيل الإشتراك من خلال البريد .يمكنك ان تشترك في القائمة من خلال وضع بريدك في الأسفل .