نجيب محفوظ يعد من أكبر وأشهر الكتاب المصريين والعرب في القرن العشرين, وهو أول أديب عربي يحصل علي جائزة نوبل, وكان ذلك عام 1988, وهو عمليٌا يوصف برائد الواقعية في مصر؛ حيث ناقشت رواياته وأعماله القصصية كثيرًا من تناقضات وتفاعلات الواقع المصري, من خلال تصوير الطبقة الوسطي وتحليل شخصياتها.
تجلي فكر نجيب محفوظ وموهبته الأدبية في ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين, قشتمر, السكرية) التي تعد أشهر وأضخم أعماله, وقد صدرت في الخمسينات, لتضيف إلى قائمة الروايات العربية زخمًا ثقافيًّا؛ فقد نوقشت وحلٌلت وترجمت إلي لغات كثيرة, كما تناولتها السينما والتليفزيون, ووضعت كاتبها نجيب محفوظ – ابن الطبقة الوسطى الليبرالي الشهير – علي رأس أدباء وكتاب مصر حتى وفاته وإلي الآن.
علي المستوي الإنساني ذكر نجيب محفوظ تمتعه بحرية كبيرة فيما يتعلق بالفكر الديني, والحياة السرية, واختيار شريكة حياته عند الزواج, وهو أمر لم يكن يتوفر لكثير من شباب زمانه, في عصر طغت عليه التقاليد القديمة والتناقضات الرهيبة.
عاصر نجيب محفوظ ثورة عام 1919, وأصبحت ميوله وفدية بشكل كبير, وعاني كما عاني غيره من قيود الرقابة علي الكتابة والنشر خلال فترة حكم الرئيس عبد الناصر.
امتد العمر بنجيب محفوظ ليري الأحداث العظام التي حدثت لمصر والمصريين منذ العقد الثاني من القرن العشرين, وحتى نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين.
1- الثلاثية.
2- الطريق.
3- الكرنك.
4- زقاق المدق.
5- المرايا.
6- أولاد حارتنا .
7- السراب.
8- رادوبيس.
9- كفاح شعب طيبة.
تعرض نجيب محفوظ لانتقاد الهيئات الدينية والتيارات الإسلامية, نتيجة فكره التحرري, وانتقاده لبعض المعتقدات الإسلامية؛ إذ ورد في الكثير من رواياته تشبيهات لبعض الشخصيات مخالفة للعرف الاجتماعي والديني السائد, تجلُي ذلك في رواياته ( أولاد حارتنا), فأقدم أحد المنتمين للتيار الديني في عام 1994 على الاعتداء عليه بسكين حاد في رقبته, محاولًا قتله, ولكنه نجا, وعاش حتى نهاية عمره بمعزل عن الحياة العامة, نتيجة المرض والعجز والشيخوخة, حتى توفي في عام 2006, وهو علي مشارف المائة.
نجيب محفوظ نشرت له مجلة العربي الكويتي عددًا, يحمل ملفًّا خاصًّا حول الرجل الساعة نجيب محفوظ؛ فقد تميز طوال فترة حياته باحترام الوقت, ودوره في الإنجاز, وكان دقيقًا جدًّا في مواعيده, حتى مشيته اليومية في الشارع على الكورنيش, وشراؤه للجرائد, وجلساته في المقهى, كلها كانت تخضع لنظام صارم في التعامل مع الوقت, وقد ترجمت الرسوم التي أبدعها حلمي التوني جوانب مشهورة في حياة نجيب محفوظ, كانت هذه أهمها.
ونجيب محفوظ كان حريصًا على النظام في كل شؤون حياته, وفي الكتابة تحديدًا كان يضع لكل شخصية من شخصيات رواياته ملفًّا خاصًّا, يحمل كل المعلومات, وحتَّى قصاصات الجرائد التي تتلق بمسارها, الأمر الذي يخدم أدق التفاصيل التي كان يعتني بها جدًّا نجيب محفوظ.