نهى محمد الربيع – قصتي مع القراءة
قصتي مع القراءة
ها قصة كاتبة تدرك أن للقراءة أهمية عظيمة سألناها عن بداية هذا العشق فقالت :
نهى محمد الربيع من مواليد أمدرمان –السودان, عشقي للقراءة بدأ منذ الصغر حيث كنت أدخر من مصاريف المدرسة لشراء الكتب والمجلات, بدأت بقراءة مجلة الصبيان التى كانت تصدر فى وطنى ثم مجلة ميكي وأذكر أننى كنت أشترى كتباً للكتاب الكبار وكثيرا ما أسأل والدي عن معلومات لم أكن أستوعبها فى حينها ..وقد فُزت بجائزة من مجلة عربية ثقافية وتم ارسال المبلغ الذى فزت به من الكويت وعندما أستلمته قمت بشراء كتب كثيرة وكل ما أجده من مال أشترى به الكتب بل خصصت لها جزء من راتبي.
والدي رحمه الله كان رجلاً يحب القراءة والعلم ويشجعنا على ذلك وكان يجيد الإنجليزية بحكم مجال عمله وكان عندما يتصل عليه أجنبي لعمل ما يطلب إلي التحدث معه وكل أخوتى كانوا يحاولون التهرب من تدريسه فكبار السن (ناس زمان) تدريسهم صعب جداً وكنت أسعد بالجلوس إليه لتدريسي وقد أستفدت منه كثيراً ..واليوم ما أن يقترب موعد امتحانات الثانوية (الشهادة السودانية ) حتى يتدافع الطلاب ف (استاذة نهى ) المراجعة قبل الامتحان عندها تمام وبحمد الله لم يحدث ان قمت بتدريسهم اسئلة الا ووجدوها فى ورقة الامتحان وهذا أعتبره فضل من الله ..أذكر قصة طريفة
فى هذا الصدد حدثت قبل عام حيث كنت مراقبة للامتحانات وقمت بالسهر مع طلابي للمراجعة النهائية وفى يوم الامتحان كان معي فى القاعة معلمات وصدف أن بعضهن كن فى القاعة فما أن تم توزيع الامتحان ونظرن فى الورقة حتى رفعن ابصارهن بسرعة تجاهي وهن يبتسمن معاً وبعد الجلسة علت صيحات الفرح والزغاريد من الطالبات ..
التدريس أحبه كثيرا وأجد نفسى فيه وهو رسالة وقد قمت بالتدريس فى بعض الجامعات السودانية ثم بالمرحلة الثانوية وتدريس الثانويات يتيح للمعلم أن يجد فرصة لنفسه ليمارس هواياته لذا أفضله وقد قمت بالتدريس فى كل المراحل حتى مرحلة التعليم الأساسي وكنت طالبة جامعية عندها وبالقرب من منزلنا مدرسة فطلبت المساعدة ودرست سنوات عديدة وكنت أعتبره تدريب لشخصي وعمل لخدمة منطقتي و الحي الذى أعيش فيه وقد ترعرعت فى الأحياء الشعبية حيث الأصالة والتقاليد السودانية السمحة وهم غرسوا بداخلى هذا ، واليوم أنا عضو فى عدد من منظمات العمل التطوعي والإنساني .
أذكر من أيام المدرسة عشقى لكتابة مواضيع الانشاء وإعداد مجلات الحائط وكتابة الشعر إلا أنه عندها بل حتى اليوم أحب أن أمارس عشقي هذا بصمت ومن دون ضوضاء وكثيراً ما أسمع من المقربين أهمية التحدث حتى أنال مودة الآخرين ومخافة الفهم الخاطئ لهذا الصمت ..والوالدة متعها الله بالصحة والعافية رغم أنها ترسم وعندما تمارس هوايتها تلك نوفر لها الهدوء إلا أنه ما أن يقع بصرها على الكتاب حتى تغضب إذ أننى أقوم بالتركيز تماما مع ما اقرأه ربما هذا يثير حنق البعض ولا يعلم هؤلاء مكانة تلك عندي!!
لم أصل بعد لمبتغاي إلا أن لكل مجتهد نصيب وكثيراً ما يراودني السؤال ترى هل سيتحقق ما أصبو إليه ثم يصيح صوتاً ما بداخلي ولماذا وصل هؤلاء العلماء لمبتغاهم ؟ أرى أن العلم الذى لا يخدم البشرية لا فائدة منه وأن تعليم الفرد يجب أن ينعكس على أسرته ثم مجتمعه …وكثيراً ما اقرأ كُتب علم النفس فالنفس البشرية لها أسرار وقوانين رغم عشقي للقراءة عامة التى أعطيها معظم الوقت ..