هل أنت مع تأنيث مدارس الفتيات؟
هل أنت مع تأنيث مدارس الفتيات؟
أثارت قرارات الأزهر جدلا واسعا في المجتمع المصري، حول تأنيث معاهد الفتيات، وإن كان هناك لغط وتشكك وعدم إمكانية ثبتت فعلا حول جدوى تأنيث المعاهد، وإمكانية تحقق ذلك فقد أظهرت أيضا حقائق وبديهيات أخرى:
الأزهر مؤسسة سنية لم تفرط في ثوابتها إلى الآن، على اعتبار أن الاختلاط يغضب الرحمن، كما أن حرص الأزهر على نشر ذلك التوجه يعكس استمرارية فكرنا وعقيدتنا في هذا الإطار، ويؤدى إلى استمرار احترام وتقدير العالم الإسلامي له على نطاق جغرافي واسع، خصوصا في المجتمعات التي لا تزال تتسم بالطابع المحافظ، وتصمد أمام التغريب والغزو الثقافي؛ مثل: السعودية وباكستان وأفغانستان, وقطاع كبير من المجتمع المصري، التأنيث في الأصل توجه اجتماعي، وليس توجهًا نخبويًّا.
اقرأ أيضًا: بيانات التلميذ عبر موقع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الإلكتروني
الشعوب الإسلامية تؤمن – حتى لو خالفت ذلك بأن الاختلاط مضر – خصوصا بين الطالبات, ومن له عليهن حق الولاية من المعلمين الذكور، وبعض المعلمين – ولا نقول كلهم – لا يتمتعون بالمؤهلات النفسية الكافية لقيادة عملية تربوية صحية في ظل وجود شباب أمام مراهقات مثلا، هذا طبيعي مع فارق السن البسيط، أضف إلى ذلك الاختلاط بين المعلمين والمعلمات أنفسهن في ظل ما تضخه قنوات التغريب والتشريق من قيم وانحرافات أصبحت مألوفة وعادية، مع سيل المسلسلات الهندية والكورية والتركية والأمريكية والأوربية, الذي يصب على عقول النساء والرجال من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، ويسهم تلقائيا في الحث على المنكر والرغبة في الإغواء والدياثة, والخروج على حدود العرف و الشرع والقانون.
ظروف اجتماعية واقتصادية تسهم في الاعتراف بتأنيث المدارس والمعاهد، في بعض الدول، وتمنعه وتعتبره إجهازا على قيم الليبرالية وكفرا بالحريات في دول أخرى، أبرزها الولايات المتحدة، مع أن مؤسساتهم الإعلامية تبث أفلامًا ومسلسلات تعكس وقوع حالات التحرش, وممارسة الرذيلة بين المعلمين والطالبات ومن المعلمات والطلاب، وهناك رواية شهيرة للروائي المصري صنع الله إبراهيم تروي قصة أستاذ جامعي في معهد للدراسات التاريخية في سان فرانسيسكو, يقيم علاقات مبتورة مع إحدى طالباته، وتعكس الرواية تحللا من حواجز الهيمنة والعلم، وتعتبر الأمر عاديا، وهذا التصدير لقيم الاختلاط من الغرب إلينا (فكر صنع الله إبراهيم لا يصب في هذا الاتجاه فالرجل كتاباته لها بعد آخر) ساهم في تطبيقها فعليا و كان وراءها انتشار الزيجات العرفية والتقاليد الغربية في العلاقات الفاحشة، حتى سقطت هيبة المعلم، وأنا كمعلم أجد حرصا كبيرا في التعامل مع الإناث من الطالبات، وخصوصا في المرحلة الثانوية.
أقرأ أيضًا: الحصول علي بيانات المعلم إلكترونياً موقع الأكاديمية المهنية للمعلمين
المدارس المشتركة وأنا أحد خريجيها تحدث حالات ليست كثيرة، ولكنها توحي بمدى تأثر الاختلاط بين الجنسين من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات في إقحام الجميع في حالات تحرش بصري, وسمعي, وجسدي ظاهرا كان أم باديا، ويعود فشل الأزهر نظريًّا في تطبيق ذلك إلى فوضى التوظيف التي تقبل دون شرط الجنسين، دون توزيع عددي واضح أو الاعتماد على بيانات دقيقة، ويقع الجميع عاجزا عن تصور المجتمع بإجراء التأنيث في المدارس.