هل تنجح رياض الأطفال في الارتقاء بمستوى الصغار؟
هل تنجح رياض الأطفال في الارتقاء بمستوى الصغار؟
ما المقصود برياض الأطفال؟
رياض الأطفال هي المرحلة السابقة على المدارس الابتدائية, وهي مرحلة توصف بالتعقيد، وقد يكون من الغباء التعلم الجزافي في تلك المرحلة؛ إذ إن نمو الطفل يطرد ويتحول بشكل كبير من عام إلى عام.
في سن الطفولة يخضع الأطفال لمن يعرف بعلم نفس النمو، علم نفس النمو يناقش التحولات الجسدية والنفسية والعقلية في مراحل النمو المختلفة، بدءًا من سنتي الرضاعة، وحتى سن الثانية عشر والبلوغ ثم المراهقة.
شيء منطقي أن تلاحظ تطورا في قدرات الطفل العقلية والنفسية، كما أن مواهبه و هواياته تتحدد في السنوات الأولى؛ مما يعنى أهمية وخطورة تلك السنوات في تحديد مصير الطفل طوال حياته، وهنا لا يتوقف الأمر على مجرد نقل المعرفة، وإنما أيضا على تنمية المهارات والمواهب والقدرات وتشريب القيم والمبادئ.
وسائل التعلم في رياض الأطفال:
هناك وسائل كثيرة تلجأ إليها رياض الأطفال لتعليم النشء وتهذيبه, ورعايته بـ اللعب (أبرز طرق التعليم في السن الصغيرة)، وغالبا ما يفضل الطفل في تلك المرحلة الاكتشاف والتقليد، ونقل قدرته على الابتكار، وإنما يعد لعبه فوضويا, وهذا سهل الملاحظة عند اختيار الطفل من بعيد؛ فهو لا يلعب بشكل منتظم، وقد يترك اللعبة دون سابق إنذار، لأن شيئا أكثر ملاءمة لميوله استرعاه، وأعجب به.
والطفل في سنوات رياض الأطفال يعتبر التعليم المباشر والتلقين من الغرباء أمرا ثقيل الدم، ولذلك ينبغي مكافأته بالحلوى دون إفراط، وتعزيز فرص اللعب الممنهج، وينبغي الاحتياط والمراقبة؛ فقد يؤذي نفسه بالسقوط والانزلاق، وقد يتعرض لكسور إذا وجد نفسه حرا بشكل مطلق.
مراحل رياض الأطفال:
تنقسم مراحل الحضانة أو رياض الأطفال، حسب نمو الطفل وسنه ولا يفضل أو ينبغي عدم إسناد مهمة الحضانة أو رياض الأطفال لغير المتخصصين؛ فطريقة التعليم ونقل المعرفة تضر أحيانا بذكاء الطفل ومستوى مهاراته, ومواهبه وطاقاته العقلية والنفسية، وأبرز الأدلة على ذلك أن العقاب البدني المفرط في سن متقدم مثلا في المرحلة الابتدائية قد يتسبب في مشكلات نفسية وعزوف عن الدراسة لدى أولئك الطلاب؛ فما بالك إذا كان السن في منتهى الحساسية وأقل بكثير مثل سن الحضانة.
رياض الأطفال هي المنبع الأول للمواهب والطاقات العقلية، تمهد بشكل كبير لتقبل الأطفال النظام المدرسة، وتجنبهم الوقوع في صدمة الدخول للمدارس، كما أن المدارس الابتدائية تأخذ وقتا لتأهيل التلاميذ الصغار, وتعليم القراءة والكتابة, رياض الأطفال تؤهلهم لتلقي المعرفة مباشرة.
إنهاك الأطفال منذ السنوات الأولى بالمعرفة أمر في منتهى الخطورة؛ فذاكرة الطفل لم تنضج بعد، وقدرته على تلقي المعرفة تقل بكثير عن حجم المعارف, وتفاوت قدراته الخاصة بالمقارنة مع آخرين.
لا شيء عقلاني أو منطقي يسمح بتجاوز كمية المعرفة لحجم الاستيعاب؛ فنؤكد مرة أخرى على خطورة إسناد مهمة رياض الأطفال إلى حملة مؤهلات أخرى غير متخصصة بفرص التوظيف، الخسارة لن يدركها أحد إلا في سنوات متقدمة بعد أن تذهب زهرة عمر الطفل، وتضيع بهجة نفسه، وتتقلص فرص استمتاعه بالحياة مع غياب جانب الحنين للعب واكتشاف الموهبة؛ فهل لديك شك في أن تنجح رياض الأطفال في الارتقاء بمستوى الصغار؟