كيف تتحكم في حالتك النفسية من خلال الأزياء؟
عادة ما تؤثر الأزياء والملابس التي نرتديها بشكل يومي على الحالة النفسية، فإذا كنت في كامل أناقتك وترتدي من أفضل الماركات التي تتمتع بذوق راقي مثل بلنسياقا فهذا يعطيك شعور بالثقة في النفس والانطلاق، أما إذا كنت ترتدي ثياب النوم المريحة فإنك قد تشعر بالهدوء الداخلي والاستقرار والسكينة، بينا إذا كنت ترتدي ثياب رياضية فغالبا ما يكون الحماس هو حليفك الأول في تلك اللحظة، وهناك لباس يمكن أن يمنحك القوة، الأمر الذي يشغل شركات الملابس العالمية لإضفاء هذا التأثير على تصميماتهم.
ويطلق العلماء على هذه الظاهرة “الإدراك المحاط”، حيث يعكس أسلوبك والملابس التي تختارها التأثير المتوقع على حالتك المزاجية وصحتك وثقتك في نفسك بشكل عام، كما أكد دكتور هاجو، ودكتور جالينسكي الأساتذة في كلية كيلوغ للإدارة في جامعة نورث وسترن أن الإدراك المغلق ينطوي على حدوث اثنين من العوامل المستقلة “المعنى الرمزي للملابس، والشعور الحقيقي خلال ارتدائها”، وذلك في كتاباتهم في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي، فضلا عن قيام الباحثين بإجراء بعض الاختبارات مثل ارتداء الأشخاص لمعطف الأطباء ومعطف الرسامين، وتبين من هذه التجربة أن المشاركين في الدراسة أبدوا اهتمامهم المستمر بارتداء معطف الأطباء، بينما في حين تقمص شخصية الرسامين لم يهتم المشاركين كثيرا بارتداء المعطف، وهو ما يوضح أن الحالة التي تسيطر على الأطباء من تركيز شديد عادة ما ترتفع وتزيد مع ارتداء المعطف، فيما لا يقترن انطلاق إبداع الرسام بالمعطف فهو يريد أن يشعر أنه منطلق بدون قيود.
وبالمثل كتبت البروفيسور كارين جيه باين من جامعة هيرتفوردشاير بالمملكة المتحدة في كتابها القصير “ما ترتديه” عن علم نفس الموضة، “عندما نضع قطعة من الملابس لا يسعنا إلا أن نتبنى بعض الخصائص المرتبطة بها حتى لو لم نكن مدركين لها”، وخلال الدراسات التي أجرتها باين اعترف أحد المشاركين أنه عندما كان يرتدي ملابس غير رسمية فإنه يشعر بالارتياح والاسترخاء، أما إذا قام بارتداء زي رسمي لعقد اجتماع أو مناسبة خاصة، فإنها تؤثر بشكل تلقائي على طريقة مشيه وتصرفاته.
هذا هو ما تحاول ليزا ستاريها، مدربة تمكين الجسد، غرسه في العملاء، حيث تقول أنه على الرغم من أن سروال اليوغا وقميص مريح تكون مريحة للعمل إذا كنت تعمل في المنزل إلا أنه لكي تشعر بأنك أكثر جمالا وثقة وقوة يجب أن تتغيب عن سروال اليوغا وأن تلبس ثيابًا تمنحك القوة، فيما يقول Business Insider “إن الملابس لا تؤثر على مستويات الثقة فقط، بل يمكن أن تؤثر على نجاحك، لأن الملابس تؤثر بشكل كبير على كيفية إدراك الآخرين لك وكيف يستجيبون لك”.
خلال عام 2014 أجرت شركة تصنيع السيارات “كيا” مسحًا لأكثر 10 أشياء تجعل الناس يشعرون بالثقة، وتبين أن الكعب العالي، واللباس الأسود القصير، والعطور المصممة في مقدمة القائمة الخاصة بالسيدات، فيما ضمت قائمة الرجال حلاقة الشعر أو اللحية، والرائحة المميزة، واللبس الأنيق، وساعة اليد، والحذاء المميز.
إن فهم الديناميكيات النفسية خاصة في مدى مساهمة الملابس المناسبة لنا في ثقتنا ورفع تقديرنا لذاتنا ومساعدتنا على الانجاز، أصبح عملاً تجارياً كبيراً، حيث تقوم الشركات العالمية بتوظيف الاستشاريين في مجال الصور والأناقة والعلامات التجارية لتسويق منتجاتهم بشكل فعال.
لذا في المرة القادمة التي ترتدي فيها أي لباس خلال فعليات يومك للوصول إلى أفضل حالة نفسية ومزاجية مع اختيار الزي المناسب لك عند الشراء، اسأل نفسك كيف ستشعرك هذه الملابس وماذا تقول للعالم من حولك اليوم؟