What to say? Allah or God
بدأت القصة بسؤال وجهه لي أحد طلابي في أحد الأيام حين قال لي: " هل صحيح أن كلمة Mosque تعني Mosquito و أننا لا يجب قولها؟" أذكر وقتها أنني لم أستطع إعطائه جواب شافي لحساسية الموضوع دينياً و ثقافياً و لغوياً. و بغض النظر عن ما يسمى "نظرية المؤامرة" اللغوية فالموضوع يحتاج لتمحيص و بحث و مناقشة أدق وأوسع لكي نستطيع الوصول إلى جواب نهائي للمعضلة اللغوية التي تجعلنا نحتار أو نختار بين استخدام كلمة Masjid أو Mosque على سبيل المثال. مع أنها كلمة معروفه لدرجة أنها استطاعت أن تفرض نفسها على القواميس الإنجليزية:
Mosque: a building used for public worship by Muslims. Merriam-Webster's 11th Collegiate Dictionary, 2004 Note 8
و أريد أن أوضح هنا أن هذا المقال هو مقال لغوي بحت و لا يتضمن أي إيحاءات غير لغوية و هدفه فقط محاولة إعطاء طلابي ما يكفيهم من الذخيرة للغوية في هذا المجال الثقافي والديني لكي يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم في سياق التواصل باللغة الإنجليزية و لردم الهوة الفاصلة بين الثقافة الإسلامية من جهة والحضارة الغربية من جهة أخرى لتعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين.
و علاوة على ذلك لقد قررت أن أتطرق إلى هذا الموضع بسبب شعوري بالحاجة الماسة في عصرنا المضطرب هذا للحاجة لتوضيح و تنقيح الخطاب الإسلامي و الذي يعمد بعض المغرضين إلى تشويهه غير مهتمين بالمساهمة في الحوار بين الحضارات المختلفة والمعتقدات الدينية.
و مع الندرة الواضحة و المؤسفة للأبحاث في هذا الموضوع قرأت مقال للدكتور أحمد عبد العظيم ( الباحث) داعياً فيه إلى تجنب استخدام نقل الكلمات الإسلامية حرفيا كقول Allah ناصحاً العموم باللجوء إلى استخدام الترجمة God حيث أن استخدام نوع معين من اللغة الدينية يؤدي إلى التعبير عن موقف المتحدث تجاه قضية ما Attitude على حد قول الدكتور أحمد.
Allah: the name of God among Muslims. See Oxford Advanced Learner' Dictionary of Current English
و يذكر الدكتور أحمد أن الفروق الدلالية بين المترادفات اللغوية مثال🙁 God and Allah) قد تؤدي إلى خلق فجوة أعمق في المفاهيم. و يؤكد معظم اللغويين استحالة الترادف المطلق absolute synonymy أي لا يوجد كلمتين تعنيان نفس الشيء بشكل مطلق أو كامل و عليه يجب أن نرضى بما يسمى في علم اللغة المترادفات الإدراكية cognitive synonyms و هو جزئي ولا يعطي المعنى الكامل للكلمة.
و يذكر الباحث أيضا أن استخدام كلمة دينية معينة قد يعكس مدى الفرق الشاسع في الموقف تجاه الآخرين و حتى مؤشر على عدائية ما في الموقف. و لقد لاحظت بنفسي و في الدول العربية كيف تستخدم للأسف inshallah بطريقة السخرية مرتبطة بذهن الكثير من الغربيين الذين يعيشون في الخليج بمعنى الوعد المشكوك بصحته و التأجيل المتواصل.
و إن المصطلحات الدينية التي تشير إلى طقوس معينة مثل الصلاة و الصوم والصدقة أو الحج عند كل الديانات تعبر عن مفاهيم مشتركة بين الديانات المختلفة. و لكن الأساليب و الوسائل المستخدمة و الحركات الجسدية وشكل الجسم والكلمات الفعلية المستخدمة قد تختلف و تتشابه من لكنها كلها موجهه إلى Allah أو God
أما بالنسبة لكلمة ( الله) فالاختلاف واضح حيث أن الكلمة العربية الله هي بأي حال من الأحوال تقتصر إلى الإسلام أو القرآن. إذا لماذا ينبغي ترجمتها God بدلا من قولها أو كتابتها كما هي Allah ؟ وهنا يأتي السؤال: متى يجب اللجوء إلى الترجمة؟ يناقش الباحث أن استخدام Allah تشير إلى مفهوم معين في ثقافة اللغة الأصل أي العربية و هو الأمر الذي يفتقده و لا يمكن أن يستوعبه الكثير من الغربيين في ثقافة اللغات الأخرى. وبالتالي يعتقد الباحث أن ترجمة "الله" إلى God لها تأثير أكثر إيجابية على البشر غير الناطقين باللغة العربية و غير المسلمين في المجتمعات الغربية.
و في معرض سرده لنتائج بحثه وصل الكاتب إلى نتيجة مفادها أن اللجوء إلى نقل الكلمة حرفيا في الكتابة و التحدث بدلا من الترجمة لهي عملية سلبية بنتيجة إحصائية مقدراها ٪ 70 في المائة ممن شملهم.
على الرغم من الباحث يعترف أن الأدلة الإحصائية ليست حاسمة فيما يتعلق بالأثر السلبي أو الإيجابي للاستخدام الحرفي للمفردات على الغربيين أو الأجانب، يؤكد الباحث أن استخدام نقل الكلمات حرفيا للمصطلحات الدينية بدلا من ترجمتها تعكس موقف حصري بدلا من موقف شمولي متسامح من قبل المسلمين أو العرب. و إن هذا الموقف الحصري من قبل بعض الكتاب يمارس بدون وعي و قد يبدو أنه يدعو للكراهية الدينية.
و في ضوء هده المعلومات ينصح الباحث و بشدة استخدام اللغة بما يعكس التسامح الديني للإسلام و الذي هو سمة من سمات الخطاب الإسلامي. و عليه ينصح الباحث استخدام ترجمة المصطلحات الدينية الإسلامية كأفضل خيار للمسلمين باللغة الإنكليزية عن المفاهيم الدينية الإسلامية. و يذكر أيضا أنه يقع على المؤسسات الإسلامية في المجتمعات الغربية مسؤولية اعتماد السمات المعجمية التي تدعو إلى التسامح وقبول الثقافات و المعتقدات الدينية الأخرى و تجنب استخدام لغة قد تفسر برفض "الآخر". و يختم الدكتور أحمد بقوله أن هذا البحث الذي يقدمه ما هو إلا محاولة لتوضيح الاختلاف و خطوة على طريق طويل يهدف إلى تحديث كل من المحتوى و لغة الخطاب الإسلامي المعاصر ليس فقط في المجتمعات الغربية ولكن في جميع أنحاء العالم كله.
و أنا شخصيا أعارض الباحث و أعتقد أن كل إنسان حر في استخدام المفردات التي يشعر أنها تناسب لغته و فهمه للحدث. و علاوة على ذلك أنا أشجع و بشدة على استخدام كلمات مثل Allah, masjid, halal and haram, etc و اعتقد أنه من واجبنا أن ننشر هذه الكلمات حتى تدخل في قواميس اللغات الأخرى و علينا أيضا واجب شرح و توضيح هذه المفردات و دلالتها الدينية و الإنسانية السامية.
المصدر: