دراسات إسلامية

موقف المأمومين الاثنين من الإمام

مسائل من فقه (الأسود بن يزيد النخعي) تبرز منهجه الاجتهادي من خلال المقارنة بفقهاء الحجاز

المسألة الثانية : موقف المأمومين الاثنين من الإمام :

أولاً : الأقوال في المسألة:

  • قول الأسود :

ذهب الأسود رحمه الله إلى أن الإمام يقف بينهما.

ب – قول فقهاء الحجاز:

ذهب سعيد بن المسيب إلى أنهما يقفان خلف الإمام ووافقه عروة بن الزبير وعطاء وغيرهم من فقهاء الحجاز من التابعين.

ثانياً : الأدلة:

ا – عن إبراهيم عن علقمة والأسود أنهما دخلا على عبد الله بن مسعود فقال : أصلي من خلفكم ؟ قالا : نعم. فقام بينهما وجعل أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، فلما صلى قال : هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2- أنه قول ابن مسعود  كما يظهر من الحديث السابق.

ب – أدلة القول الثاني:

  1. عن أنس رضي الله عنه أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته له فأكل منه ثم قال : "قوموا فلأصلي لكم قال أنس : فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف".
  2. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فجئت فقمت عن يساره فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جبار بن صخر فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بأيدينا جميعاً حتى أقامتا خلفه".
  3. ولأنه قول عمر وعلي وابن عمر وأنس رضي الله عنهم.

ثالثاً : المناقشة:

بالنظر في أدلة القولين أجد أن الخلاف ليس مبنياً على اختلاف المنهج بحيث إن أحد الفريقين رد النصوص بالكلية وأخذ بالرأي . وإنما كان المنهج واحداً عند الفريقين وأصول الاستنباط واحدة فكلهم استدلوا بالنص فاستدل سعيد ومن معه بحديث أنس وجابر واستدل الأسود بحديث ابن مسعود ؛ فسبب الخلاف إذا يرجع إلى تعارض النصوص الظاهري في أذهانهم فكل منهم استدل بما رآه الأوثق والأصح فالأسود مال إلى قول شيخه ابن مسعود ووثق بما رواه له وهذا أمر طبيعي وفي المقابل مال سعيد ومن معه من فقهاء الحجاز إلى قول شيوخهم من فقهاء الصحابة وأخذوا بما رووا.

فنخلص إلى أن الخلاف في المسألة وقع بسبب تعارض النصوص واختلاف فقهاء الصحابة في المسألة مما سبب الخلاف بين تلاميذهم من فقهاء تابعين.

 

noga_moga

انا كاتبة مقالات سابقة في مجالات عديدة وقد وجدت موقع جامعة المنح الالكتروني وقد اعجبتني فكرته في لم شمل العديد من الاقسام في مكان واحد من اجل تقديم خدمات تعليميه هادفه متميزة لذلك قمت بالمشاركة لتقديم ما استطيع من خدمات تفيد الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى