أمل دنقل.. شاعر لا يُصالَح ولا يُخدع
أمل دنقل هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، ولد في قنا عام 1940، وانتقل إلى القاهرة ثالث ثلاثة من أدباء الصعيد الناشئين وقتها؛ والآخران هما: عبد الرحمن الأبنودي شاعر العامية الشهير، ويحيى الطاهر عبد الله القاص الكبير الذي توفى شابا وترك ابنة واحدة.
أمل دنقل كان يقرض الشعر بالعامية أولا ثم تحول إلى اللغة الفصحى، فأبدع فيها, ورغم ما أثير حول حياته الشخصية، فإنه ظل إلى الآن علما من أعلام الشعر الجديد, وجيل الستينات الذي كان من أبرز شعرائه صلاح عبد الصبور، ومحمد عفيفي مطر.
كان لأمل دنقل موقف من كل الأحداث السياسية التي عاصرها، وكان أبرز تلك الأحداث هزيمة عام 1967، وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979 من قبل السادات، وبدا أن الرجل كان شديد الحساسية كصعيدي تجاه الأرض والعرض.
قصيدة زرقاء اليمامة حملت وصفا جارحًا لكل من تباطأ عن نصرة الوطن، وأسرع إلى التهام خيراته، زرقاء اليمامة صرخة في وجه النائمين كي يصحوا، التضحية تعب وأليمة على نفس الذي لم يستمتع بلحوم الضأن ولا مجالس الفتيان، هو المجهول الذي طرد عن الملذات، يطلب منه كبطل أن يخطو إلى الموت دفاعا عن وطن لم يرحمه, ولم يكرمه ولم يرفع قدره، تماما كما استنجد بنو عبس بعنترة, الذي لم يعترف أبوه بنسبه ورفض عمه تزويجه من عبلة ابنته، وطرد من مصاحبة الفرسان ومجالسهم.
زرقاء اليمامة رمز للمثقف الذي يبصر لقومه الخطر الممدود من بعيد، ولا يصدقونه فيدفع ثمن تقاعسهم وتكذيبهم له، إن الحيلة لم تنطلِ على زرقاء اليمامة، ولكن الأعداء خدعوا قومها, تلك هي المسألة.
أمل دنقل شاعر كبقية أبناء جيله استدعى الرمز كثيرا؛ فالبكاء بين يدي زرقاء اليمامة استدعاء للمرأة العربية التي ضرب بها المثل في الإبصار، وهناك أيضا قصيدته: كلمات سبارتاكوس الأخيرة, وسبارتاكوس هو قائد ثورة العبيد ضد استقلال ووحشية الدولة الرومانية, التي كانت تستلذ بمصارعة الأسود للعبيد، تلك الحضارة الوحشية التي كان على سبارتاكوس أن يرفض المعاملة فيها كحيوان، حتى اضطرته الظروف ليكون عبدا تحت سيطرة غيره.
يوجه أمل دنقل في قصيدته نداء إلى السادات بقوله:
لا تصالح ولو منحوك الذهب
أرأس الغريب كرأس أخيك؟
أعيناه كعيني أخيك؟
ترى حين أفقأ عينيك.. ثُم أثبت مكانهما جوهرتين.. هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
إحساسكما فجأة بالرجولة.
في قصيدته عن زرقاء اليمامة يقول: كان جابر عصفور صديقا للشاعر أمل دنقل، كتبت عندنا كتابه قصه الشعر كثيرا، ويُروى أنه كان لديه عادة غريبة في القراءة؛ فكان يضع الكتاب على الأرض ونصف جسمه الأسفل على السرير, والنصف الآخر على الأرض متكئًا على الكتاب.
تزوج أمل دنقل من السيدة عبلة الرويني، و أصيب بالسرطان في شبابه، وقضى نحبه في عام 1983م, لكن الشعراء يذكرون دائما هذا الاسم في خضم ما يحدث في عالمنا العربي اليوم.. أمل دنقل.
لاتنسى الإشتراك في القائمة البريدية لجامعة المنح كي تبقى على اطلاع دائم بجديد موقعنا .ولا تنسى ايضاً تفعيل الاشتراك عن طريق الضغط على اللينك المرسل على بريدك . للإشتراك ضع بريدك في الاسفل ثم اذهب الى البريد وفعله.