اقتصاد و تمويل

الامانة واثرها الاقتصادي والاجتماعي




Contents

من سلسلة الدور الوقائي في الاسلام 

الامانة واثرها الاقتصادي والاجتماعي

 

نزل التشريع الاسلامي علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم وقد كان لقبه الصادق الامين ورغم كل الانتقادات والهجوم عليه

ولكن لم يستطع احد ان ينكر هذه الصفة وهي صفة الامانة التي تأصلت في التشريع الاسلامي ونزلت الايات والاحاديث مؤكدة علي اهمية الامانة في حياة المسلم قال تعالي ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27] وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم  «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له»(رواه احمد) وهي من اشد الصفات وثيقة الصلة بالاقتصاد والمعاملات التجارية بل والحياة الاجتماعية ولذلك قام التشريع الحكيم بوضع الاسس والمبادئ لاستقرار النظام المالي والاقتصادي وهنا سوف نبرز الدور الاقتصادي التي تمثله الامانة وكيف أن بغيابها تنهار المؤسسات وتضيع الحقوق وتفشل محاولات التطوير الاقتصادي كالتالي

-الامانة هي صمام أمان البيع والشراء فاذا وجدت الامانة ازدهرت التجارة والبيع والشراء فالامانة هي المحرك الاساسي لعملية الشراء والبيع

–الامانة تزيد الانتاج كماً وكيفاً وتقلل الفاقد والتالف حيث ان العامل يقوم بعمل كافة الواجبات المطلوبة منه بدقة ومهارة ويبذل أقصي جهد ممكن حيث ان الامانة مع مراقبه الله عزوجل تجعل الانسان مسئولاً عن كل قول او عمل مما يؤدي الي زيادة كفاءة العامل وجودة الانتاج وتقليل الفاقد والعوادم بسبب أمانة العامل وكذلك رب العمل يقوم بفعل الواجب عليه من اعطاء العامل اجره الذي يستحقه بدون تاخير او نقصان مما يؤثر علي الاقتصاد بصورة مباشرة حيث زيادة الناتج القومي وبالتالي زيادة النمو وتحقيق الرفاهية .

-الامانة تزيد من الموارد الاقتصادية للدولة حيث ان الجهاز الاداري بالدولة يقوم بكافة الواجبات وكافة الوظائف العامة مما يؤدي الي سرعة أداء الخدمات للمواطنيين والتخفيف عليهم في انهاء معاملاتهم وكذلك انخفاض الفساد الاداري بكافة صورة واشكاله مثل الرشوة والمحاباة والتهرب الوظيفي وغيرها من الامور التي تشعر المواطنين بالضيق والنفور وكذلك حفظ أموال الدولة من التبدد والاسراف وتعظيم موارد الدولة من خلال الرسوم والضرائب المفروضة التي سوف تحصل بشكل حقيقي مما يؤثر علي الاقتصاد بشكل ينعم فيه المواطن بالسعادة والرفاهية وتزيد الخدمات والمرافق العامة والانفاق الحكومي بكافه صوره.

-الامانة ترفع من قيمة الدول المعنوية وسط الدول الاخري وكذلك الشركات فاذا اشتهرت شركة بالامانة في جميع معاملاتها فاذا ذلك يزيد من قوتها التنافسية وزيادة ولاء المستهلكين والعملاء لها وأيضاً الدول اذا كانت الامانة هي الصفة الغالبة فان الحياة الاقتصادية والاجتماعية سوف تنمو ونزدهر بشكل تجعل منها محط انظار جميع المستثمرين والشركات للتعامل مما يزيد من قوة الدولة الاقتصادية والتنافسية .

فالمتأمل للحياة الاقتصادية في دولنا العربية نجد بأننا أصبحنا من أكثر الدول فساداً وأقلها تطوراً وازدهاراً بسبب عدم التزامنا بالتشريع الاسلامي في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية وبخاصة صفة الامانة التي لو وجدت لحلت كافة المشاكل والازمات وزادت الثقة بجميع منتجاتنا ومعاملاتنا وظهرت البركة في حياتنا  ولتنعمت الدول الاسلامية  بحياة الرفاهية الحقيقية بسبب زيادة الانتاج وجودتة .

 واختم بقول علي بن أبي طالب:

أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ *** واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ

 

تامر السنباطي

نائب المدير المالي في شركات مقاولات ريج كلية التجارة قسم المحاسبة و باحث في علم الاقتصاد وعلوم الادارة .محب للقراءة والنشر العلمي ونفع الناس والله اسال ان يرزقني الاخلاص وان يزدني علما ويجعلني ممن تعلم العلم وعلمه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى