التسويق الإليكتروني (آلية التواصل الاجتماعي)
التسويق الإليكتروني (آلية التواصل الاجتماعي)
لم يكن يدرك الشباب الذين ساهموا بدءًا في موقع الفايسبوك كمشروع تخرج في الجامعة أنه سيحقق هذا النجاح, وهذا يؤكد الحقيقة القائلة: ” إن الأفكار التي لا تقدر قيمتها في الوقت الحالي قد تحقق نجاحًا مذهلا في المستقبل, وقد تغير خارطة العالم”.
لم تصل أي من مواقع الإنترنت ما وصلته مواقع التواصل الاجتماعي من شهرة, وما حققته من نجاح.. اللهم إلا عدد ضئيل من مواقع البيع بالتجزئة والاستيراد والتصدير, لكنها تبقى الأكثر زوارًا والأعلى في مجال الانتشار والتوسع غير التقليدي للتسويق الإليكتروني.
تعتمد هذه المواقع التواصل الاجتماعي بين أعضائها كآلية لجذب الزوار ونشر الإعلانات.. فمن بين الصفحات والمجموعات تجد الشد والجذب والإسهام الواضح للبوح التلقائي في الترويج للأفكار, ويصب ذلك في صالح الترويج للثقافة كسلعة في عصر العولمة, والمنتجات النمطية التي تنعش الاقتصاد العالمي أخيرًا..
لم يعد طبيعيًّا في عالمنا أن يكون هناك شاب أو طفل بل ولا شيخ كبير ولا امرأة لا يعرف الفايسبوك أو تويتر.
وكلها تختلف آلياتها وسبلها وطرقها في التربيط بين أعضائها والمشاركين على صفحاتها ومجموعاتها وقوائمها.
لكنها بالنهاية جزء وآلية من آليات التسويق الإليكتروني.. سواء أكان ذلك تسويقًا لشيء غير مألوف لا تدركه الحواس أم منتجات لا تستغني عنها البشرية.
إنها تعتمد على أساسيات هذا العلم, ويبدع المسوقون عن طريقها في طريقة عرض المنتجات, وطرق جذب الجمهور المستهدف؛ فهناك المحتوى المتميز المتجدد والكلمات البحثية والتخصص المطلوب وروعة التصميم والصور والفيديوهات واختيار المناسبات.
إن شيئًا بسيطًا يقع فيه المسوق عن طريق هذه المواقع يعرضه حتمًا للفشل, وهو أن ينسى أن غرضها التسويق ولكن عن طريق جلب الأصدقاء, وعمل علاقات اجتماعية متشابكة ( تهنئة عيد الميلاد, والزواج والمناسبات السعيدة, والعزاء والمواساة, والتعبيرات المعتدلة الهادئة تساعد في الترويج للمنتجات وجذب العملاء, تمامًا كما يفعل المسوق المحترف على الأرض.
في كل لحظة وكل ثانية تذكر أنك تعقد علاقات مع بشر, يفرحون ويحزنون, يحبون ويكرهون. تعجبهم الكلمة الرقيقة وتؤثر فيهم وتزعجهم التعبيرات الفجة والسمجة وسوء الأدب, وتنفرهم منك وتبعدهم عن دائرة الصداقة والعمل.. وكل ذلك علم وفن وتذوق لطبيعة الأشياء, إنها ثقافة التسويق التي تنتجها آليات مختلفة.
إن المتاجر الكبرى التي تروج لبضائعها, والأشخاص الذين يقضون أوقات طويلة على أجهزة الحاسوب لا يمكنهم الاستغناء عن صفحات الفايسبوك أو قوائم تويتر أو آليات لينكد إن أو دوائر جوجل بلس وغيرها للتسويق لمنتجاتهم.
وكأي طريقة للتسويق الإليكتروني قامت برامج ومواقع ربحية وتطبيقات وأنتجت برمجيات وصناعات وأكاديميات وعقدت دورات بناءً على ما أنتجته مواقع التواصل الاجتماعي من رؤى جديدة وأشكال راقية للتسوُّق.
تذكر وأنت تسوق أو تتسوق أو تتعامل على مواقع التواصل الاجتماعي أنك بشر وأن الذي يرتبط بك على هذه الآليات ما هو إلا بشر مثلك, له ثقافته وفكره واحتياجاته ودخله وقناعاته الشخصية؛ فينبغي أن تقدم له ما يريد لا ما تريد أنت.
الأموال ستصب – فقط – في جيوب الذين يدركون حقائق العقول والنفوس التي تتاجر أو تشتري أو تبيع.
لقد فعلتها مواقع التواصل الاجتماعي, وأصبحت جزءًا من حياتنا الشخصية والعملية والفكرية.. ولكنها خطر كأي عنصر من عناصر العولمة على الثقافات والاستقرار والبيئات الهادئة.
جميع الحقوق محفوظة لجامعة المنح للتعليم الالكتروني
إشترك في قائمتنا البريدية
مقالة جميلة وأكثر من رائعة .. بالفعل فإن كل مسوق الكتروني يسعى لترويج منتجاته بنجاح يجب عليه أن يفكر في بناء علاقات اجتماعية ناجحة مع عملاؤه ولا يكون غرضه الأول والأساسي هو بيع المنتج أو الخدمة .. تحياتي لجهودكم