الشيطان الذي يهرب منا ……. أين هو؟
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، جاء هذا في الحديث النبوي الشريف، وهذا يعني في العقيدة الإسلامية أن الشيطان لا يترك ابن آدم أبدا, وإنما هو لا يكل ولا يمل في دعمه تجاه المعصية, وتحفيزه المستمر بشتى الطرق على جذبه إلى ميدان الذنوب، وهو يكرهنا بشدة، ويحسدنا على فطرتنا التي تقربنا إلى لله, ويحرص أشد الحرص على إيصالنا إلى مكانته في جهنم؛ بدءا من صغائر الذنوب، ووصولا إلى الكفر.
هنا الشيطان أصبح رمزا يجمع كل الذنوب و المعاصي والآثام في شخص واحد، هذا الشخص بإمكانه أن يقوم بهذا الدور الشيطاني (مع أنه بشر) في تحفيز الناس والوصول بهم إلى مرحلة القاع من جهنم، هذا الرمز هو الذي يحاول الهرب منا والتواري خلف قناع الملائكة.
الشيطان ليس إبليس فقط، ولكنه الإنسان شديد الانحراف، والذي يمتلك الحيوانية الإبليسية في داخله، ويحفزنا على المزيد من الانحراف لنشبهه, اعتقادًا منه أنه على الحق المطلق، وهذا أكبر دواعي الانحراف، أو أنه يحسد الآخرين على الاستقامة، تماما كما يحسد إبليس الناس على الطاعات والقربى من الله.
الشيطان بارع في تجميل طريقه بحنان بالغ، وكذب وتدليس هائلين، ليوقع بضحاياه فيأكل الطحين وإنتاج الأرض، ثم يصير له أتباع كثر يستفيدون من وصوله إلى القوة والقدرة؛ فيخرجون خلفه ليبطشوا بقدرة المجتمع على التصدي لهم، الشيطان يمارس الإرهاب برفع قدميه الأماميتين واحمرار عينيه الناريتين وإصابة عدد من الشباب، والمبالغة في إرهاب الآخرين، هذا بعد وصلة التخفي المعروفة عن الشيطان أصلا, هذا الشيطان موجود في كل واحد منا، مختف بداخلنا ويظهر إذا أتاحت الظروف له ذلك.. يقتل ويسرق ويهتك ويفجر، ويرهب, الشيطان بارع جدا في ممارسة الإرهاب تحت حجج شديدة التعقيد, مع أنها في الأصل واهية.
الشيطان كما أنه طماع؛ فإنه يستغل طمع النفس البشرية في الوصول إلى السيطرة عليها، وضمها إلى قائمة أعوانه، يطمع في الملك فيبني قصرا فوق الماء، الذي يأتي من "كبشة"، ليدعي الألوهية, والإرهاب الذي يمارسه يطغى على منظومة الرقة والحنان التي بدأها، ثم يغرق في ماء يشبه الماء الذي استعلى به, ويهرب في معركة فاصلة، ويترك أعوانه ليواجهوا الموت بعد الإغواء، إنه نذل وهذه إحدى دعائم شيطنته.
الشيطان يمتلك سرعة التبدل والتغيير, وهو يحب التخفي في (لقاء مع السيد الرئيس)، يتغير القادة في مدد قصيرة جدا، حتى يسمح للشيطان بممارسة مزيد من القتل وبيع السلاح والمخدرات، والصراع على السلطة، ثم يبرز إلى الوجود في النهاية سلاحا قويا من أسلحته، وهو سلاح المرأة لتحكم وتغوي, وتمارس الخداع و الإرهاب.
الشيطان ليس قويا بدليل أنه يهرب، ولا يظهر كثيرا، ليزيد من تعقيد الأمر، وهو بارع في الإعلام المضلل, الذي يجعل الناس تتجه نحو وسط المدينة لتستمع إلى رجل فقير فقد مرتبه ويخاف من إرهاب زوجته، التي جعلها الشيطان ترهبه، فيتخلى عن قوته إلى الضعف، وعن رجولته إلى الإعلام المضلل لهذا الشيطان.