الطراز الإسلامي
الطراز الإسلامي يكتسب – كما العمارة الإسلامية كلها – خصائصه من منطلقات الشريعة الإسلامية, والقيم والعادات والتقاليد العربية التي تركز على عدة اشياء نسردها بشيء من التفصيل:
يركز الطراز الإسلامي على حرمة الجوار في التصميم الداخلي والخارجي؛ فيراعي عدم الاستعلاء على الجار بالبناء, حتى لا يمنع عنه الشمس والهواء, كما يراعي عدم وجود نوافذ أو أبواب أو مشربيات تجرح عورة البيوت المجاورة له, وهذا حق الجار والإحسان إليه الذي أثر تأثيرا مباشرا في الطراز الإسلامي في البناء والتصميم الداخلي, وجعله من أساسيات ومحاور العمارة الإسلامية طوال قرون, حتى مرحلة الغزو الثقافي.
ثانيا: استقبال القبلة:
التصميم الداخلي في الطراز الإسلامي يستدعي مراعاة أن تكون الغرف الداخلية المخصصة للنوم مناسبة لاستقبال القبلة عند النوم, ومناسبة أيضا لمواضع الصلاة, كما روعي في وضع الحمامات عدم استقبال أو استدبار القبلة تكرمة لها.
تبدو الحليات والمقاعد والحوائط متناغمة في جو ملتزم ومحتشم وراقٍ بعيدًا عن الصور والتماثيل المنهي عنها شرعًا.
ثالثًا: الفناء:
الفناء من أساسيات الطراز الإسلامي في العمارة والبناء, وقد وضع الفناء في وسط البيت تحديدا وليس خارجه, حتى تطل الغرف الداخلية للبيت عليه, ولا تطل على الخارج؛ مما يسمح بستر الحرم والعورات, وكذلك حفظ الأسرار والحياة الخاصة للعوائل والأسر, ولا يوجد في الطراز الإسلامي – وفق ذلك – أي بلكونات أو شرفات تطل على الخارج, وإنما هي مستحدثة في طرز أخرى إفرنجية.
فناء البيت المسلم يشكل أساسا للحياة الخاصة داخل البيت وفق منطلقات الثقافة العربية والإسلامية وقد تأثر لاحقًا بتطور الحضارة الإسلامية من برك مياه ومسطحات مائية وخضراء منسقة وخلافه.
رابعًا: غرف الأطفال:
الطراز الإسلامي مرن في تصميم الغرف, ذلك أنه قد ورد الأمر بالفصل بين الأبناء عند بلوغ الحلم في الحديث الشريف:"علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر, وفرقوا بينهم في المضاجع", وإذا لم يكن تصميم غرف الصغار مرنا فلن يسمح بذلك, هذا والطراز الإسلامي يراعي وجود مواد اقتصادية تفصل بين الأبناء في غرفهم عند بلوغ الحلم, دون عمل إجراء غير طبيعي أو مكلف في التصميم الداخلي للمنزل.
التصميم الداخلي للمنزل مليء بالزخارف والمشغولات والأشكال الهندسية التي تعكس تأثيرات العجم في فنون الزخرفة والنقش.
تطور الطراز الإسلامي عبر مراحل كثيرة بدءًا من البسطة الشديدة في عهد النبي – عليه الصلاة والسلام – الذي بنى مسجده مراعيا طول المصلي وليس الزخرفة والبهرجة؛ مما يضيف صفة وخاصية أساسية للعمارة الإسلامية والطراز الإسلامي في البناء, وهو أنه طراز عملي جدا.
ومرورا بعصر العباسيين الذين خلت إليهم تأثيرات فارسية ورومية في البناء, جعلته يأخذ نوعا من الفخامة والقوة.
ووصولا إلى عصر المماليك الذي ارتقى فيه فن العمارة الإسلامية, وعرف الوضع التعامدي الهندسي في بناء مسجد السلطان حسن, الذي يعد أفخم وأكبر وأعلى طراز إسلامي في العمارة على مستوى العالم.
وانتهاءً بالعصر العثماني الذي أضفى شكلًا حضاريا أرقى وأكثر تعقيدا؛ حيث يعد الطراز الإسلامي في العصر العثماني تجسيدا لكل التطور في العمارة الإسلامية على مر حقبها المتعاقبة؛ من فن الأرابيسك والمشربيات والمقاعد والأدوار والمقصورات, وغير ذلك من فنون العمارة الإسلامية والطراز الإسلامي.
المشربيات شاهدة على تأثير الثقافة الإسلامية في التصميم الخارجي للبيوت, وقد استخدمها المصممون المحدثون وخلطوها بالطرز الحديثة.
لا تنس الاشتراك في القائمة البريدية لموقع جامعة المنح للتعليم الالكتروني .