الطراز الريفي
الطراز الريفي يختلف عن كل أنواع الطرز المعروفة, ويبدو مجانبا لها في كثير من الأمور الأساسية والخصائص الشكلية, ويرجع ذلك إلى عدة أسباب؛ منها:
أن كل طراز يتأثر بما يحيط به من ثقافات وعوامل طبيعية وبيئية, ومن هذا المنطلق استفاد الطراز الريفي كونه ينتمي إلى المزارعين, ويتعامل مع أذواق الفلاحين بدءًا من البيئة حوله, والمطبخ تحديدا هو أكثر الأماكن التي يظهر فيها تأثير الريف والبيئة الزراعية على هذا النوع من الطرز.
تبدو الألوان في المطبخ الريفي تقليدية, ولكن تصميمه عملي أكثر, لا يشبهه في هذه الخاصة مع اختلاف الذوق سوى الطراز المودرن.
جذوع الأشجار المشقوقة يستساغ في هذا النوع من الطرازات أن تكون أرففا عملية للأطباق. أو حتى الإكسسوارات. التي تغيب تقريبا عن الطراز الريفي, ويعود ذلك إلى السبب الذي سنذكره فيما بعد, المهم أن المطابخ أيضا تكثر فيها الأدراج؛ لاستيعاب الاحتياجات العملية للمزارعين, كتخزين المواد الغذائية, هنا لا نهتم بالشكل كثيرا, لا مكان للفخامة أو للأناقة بقدر اتساع الفكر للبساطة والعملية, وليس ذلك انسحابًا على شخصية المزارع أو استهتارا به, ولكن لأن طبيعة الريف تبتعد عن التكلف والحفلات الليلية والسهرات, كما أن المزارعين بطبيعتهم بسطاء, ويكرهون التعقيدات, ويعتبرونها مادة للسخرية والتندر.
جذوع الأشجار يستساغ أن تكون أرففا في الأثاث الريفي.
حجرات الجلوس والمقاعد تتكون من كراسي بسيطة, صنعت من مواد عضوية أبسط قد يكون الجريد إحداها, والمناضد صغيرة, لا مبالغة في أحجام الأثاث, إلا بقدر عدد الأفراد الذين صُمِّم المنزل لأجلهم, أو لاستيعابهم.
أقصى ما يمكن أن تقدمه الأويمة في الطراز الريفي هي الأرجل, التي تتسم بالعملية من كل الجوانب على منضدة أكثر عملية.
حجرات النوم تركز على الوظيفة الأساسية لها, وهي أنها أماكن للراحة من التعب, والمفروشات بسيطة, تنتمي إلى طائفة الألوان الهادئة التي لا تثير العين, سواء أكانت ألوان الخشب الطبيعية أم البيج الفاتح أم اللبني أم الوردي الباهت, هذا مدعاة للنوم لا للتأمل.
ما يبدو أنه مشغولات أرابيسك هي فتحات لتهوية المواد المخزنة أو الأطباق أو غيرها أقرب منها للزينة.
السبب الثاني لتميز الطراز الريفي هو أن الثقافة المحلية لا تتكلف الإكسسوارات, وإنما توظف المصابيح كأشكال عملية للإضاءة, وكذلك انعكاس ضوء النهار من الشبابيك التي تستخدم أيضا للتهوية, لا للتفنن.
بسيطة هي الخطوط العريضة للأثاث؛ فهي في أغلبها لا تستخدم الأويمة أو الحلي, وتغيب فصوص المعادن الثمينة عن الأثاث, كما أن الأثاث يبدو أصيلا, وإن كان لا يبدو ثمينا.
ليس هناك مزيد بهرج في أمكان الجلوس أو الاستقبال؛ فهناك بساطة تلوح في كل شيء, وإذا كان المنزل مبنيا على أكثر من طابق؛ فإنه يبدو بسيطا في الظاهر, الشرفات سهلة وبسيطة, وقد تستخدم المظلات القماشية, أو التندات الخشبية لحماية الجالسين من أشعة الشمس في الصيف, أو الأمطار في الشتاء.
حجرات النوم وظيفتها توفير الراحة والطمأنينة بعد اللأي والجهد؛ لذا ينبغي أن تكون الإضاءة هادئة لا رومانسية.
غالبا ما تكون الخدمات بسيطة في الريف؛ لذا فإنه يراعى عدم التكلف في نقش أو بناء الأبنية الفخمة أو العمارات الشاهقة داخل الريف.
أسطح البيوت تكون ملائمة لطبيعة الطقس؛ فالبناء الهرمي في البيوت الخشبية هو الطراز العملي في البيئات الكثيرة الأمطار.
حقيقة يبدو غريبا انتماء الطراز الريفي للأحياء الكبرى في المدن الصناعية أو الراقية, وإنما قد يكون معتادًا في شوارع وأحياء المهاجرين المكتظة, والتي يكون طبيعيا أن ترى فيها وجوها بسيطة تمام كالطراز الريفي.
لا تنس الاشتراك في القائمة البريدية لموقع جامعة المنح للتعليم الالكتروني .