البيئةدراسات إسلامية

تلوث المياه وأثره الاقتصادي وسبل حله في الفكر الاسلامي

Contents

من سلسلة الطب الوقائي في الفكر الاسلامي:

تلوث المياه وأثره الاقتصادي وسبل حله في الفكر الاسلامي 


أشار القرآن الكريم الي المياه في اكثر من موضع بل وقام بتنصيف المياه وتقسميها بشكل دقيق معجز حيث اثبت العلم الحديث الخواص المميزة لكل نوع كما أشار اليها القرآن (الماء الطهور والفرات والاجاج وغيرها) مما يؤكد علي مدي شمولية القرآن لكل مناحي الحياة بما يعين الانسان علي القيام بدوره في الأرض وهو عمارة الأرض وكيف ان الماء هو الشريان الاساسي للحياة علي الارض ولكننا اهلمنا وأسأنا  التعامل مع المياه واحدثنا الفساد والتلوث في كل مكان برا وبحرا ونهرا حتي عوقبنا بإنتشار الامراض المزمنة وفساد الحياة واختلال التوازن البيئي مما يُنذر بعواقب وخيمة علي الحياة علي كوكب الارض لو اهملنا موضوع التلوث بكل صوره، وتلوث المياه بصفة خاصة قال الله تعالى (ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها )  

 ولكني هنا سوف أشير الي آثار تلوث المياه علي الجانب الاقتصادي وكيفية حلها في الفكر الاقتصادي الاسلامي كما يلي :

– تلوث المياه يهدد حياة الانسان وحياة الكائنات الحية كلها:-

حيث قال الله تعالي ((وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)) وحيث ان الماء يمثل اكثر من 50% في جسم الانسان فلهذا فان الماء هو عماد الحياة كلها للانسان والنبات والحيوان .وليس هناك خطر اكبر من خطر التهديد بحياة الكائنات الحية كلها لذلك فان تأثير المياه اقتصادياً تاثيراً مباشراً أو في شكل آخر فان تأثير تلوث المياه يؤثر علي صحة القوى البشرية وبالتالي انخفاض الانتاجية للعامل وارهاقه بتكاليف صحية مما يؤثر بشكل مباشر علي الناتج القومي (والدليل إرتفاع أمراض الفشل الكلوي وانتشار الفيروسات المعوية  وأمراض الكبد وغيرها مما يؤثر علي الانتاجية للعامل بل وحياته بصفة عامة وتحمله تكاليف علاجية لا يطيق الكثير من العاملين تحملها)

تلوث المياه يفقد المياه كثير من فوائدها وخواصها الطبيعية :-

بسبب اختلاطها بالملوثات الكيمائية أو الصلبة أو المخلفات مما يؤثر علي الكائنات الحية بها ويزيد من تكلفة تطهيرها وتحويلها الي الحالة النظيفة مما يرهق الميزانيات الحكومية للدول ويؤثر علي شكل النفقات العامة وبالتالي الاقتصاد الوطني للدول وذلك في شكل استثمارات إضافية لتنقية المياه بالمحطات وزيادة أعداد المستشفيات وبالتالي الكوادر الطبية وخاصة مستشفيات الأمراض الكبدية والفيروسية إلي جانب تحمل تكاليف العلاج والامصال وغيرها الكثير من التكاليف سواء المباشرة أو غير المباشرة .

– الاسراف في استهلاك المياة العذبة ينذر بوجود مشاكل زراعية وبيئية وازمة مياة شديدة :-

 كما نلاحظ في مصرنا الحبيبة نتيجة سوء استغلال المياه وتلوثها وعدم ترشيد الاستخدام أوالبحث عن بدائل أخري لتحلية مياه البحار وهي أكثر تكلفة من تنقية الانهار مما يؤثر بشكل اقتصادي مباشر.

– تلوث المياه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتلوث البيئي ككل:-

 كتلوث الهواء حيث أن إرتفاع التلوث البيئي أدى إلي حدوث تغييرات بطبقة الغلاف الجوي (الاوزون)وارتفاع درجات الحرارة علي كوكب الارض بشكل ملحوظ مما أدي الي ارتفاع منسوب المياه بسبب ذوبان الجليد مما يهدد الكثير من المناطق الساحلية بالغرق كما يحدث في  جزر جنوب المحيط الهادي وجزر استراليا وغيرها الكثير من المناطق الساحلية التي تتقلص فيها اليابسة بشكل متنامي .

وهذا غيض من فيض لآثار التلوث البيئي عامة والتلوث المائي خاصة وهنا يجب ان نعلن عن بداية جديدة للتعامل مع الموارد الطبيعية وتطبيق المبادئ والتعاليم الاسلامية للحفاظ علي البيئة ,وقد وضعت الاسس والمبادئ  الوقائية لحل كل المشاكل التي تواجه الإنسان منذ آلاف السنيين ولكن هل آن الأوان لتطبيقها والتنبه الي أن الدين الاسلامي دين عبادات ومعاملات وأن كل الحلول موجودة في ديننا لو أحسنا تطبيقه .

– فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «لا تسرفوا في الماء» قالوا: أفي الماء إسراف؟ قال صلى الله عليه وسلم « ولو كنت على نهر جار» (سنن الترمذى وابن ماجه) فمن هذا المنطلق يجب علينا عدم الإسراف في الماء والمحافظة عليه،كما قال الله تعالى في كتابه «يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) سورة الاعراف

وعن ابى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله " لا يبولن أحدكم فى الماء الدائم ولا يغتسل فيه من الجنابه" رواه ابو داود وابن حبان. وهذه دعوة صريحة لحماية المياة من سوء الاستخدام والحفاظ عليه من كل ما يلوثه حتي ولو بالاغتسال فبالكم بالقاء المخلفات وعوادم المصانع فهذا من باب اولي من النهي والتحذير, فالدين الاسلامي دين الاعتدال دين الجمال والاحاديث في هذا الجانب كثيرة وكلها تحمل اسمي معاني الحماية والوقاية والاستغلال الامثل للموارد.

– كذلك يجب استخدام الوسائل الطبيعية كالطاقة الشمسية لتحلية المياه وتشجيع البحث العلمي لإستحداث الوسائل الكفيله لحماية المسطحات المائية والشواطئ وتنقية المياه والحفاظ علي التربة والزراعة النظيفة.

– إصدار قوانين حازمة لكل من يسئ إلي الطبيعة والموارد المائية وإلزام المصانع بها وتحملها للمسئولية الإجتماعية تجاه البيئة والمجتمع.

– ضرورة عمل مؤتمرات وندوات وإصدار قرارات دولية ملزمة للدول الصناعية لتحمل مسئولية الإضرار بالدول النامية واستبدال الطرق التقليدية الصناعية بوسائل أكثر أماناً وحفاظاً علي البيئة.

– يجب عمل خريطة سكانية جديدة وإستغلال المناطق الصحراوية قدر الإمكان في خطط سريعة وشاملة وتطبيق مفاهيم التنمية الشاملة المستدامة التي تراعي الحاضر والمستقبل وحق الاجيال القادمة في العيش حياة آمنة ونظيفة .

تامر السنباطي

نائب المدير المالي في شركات مقاولات ريج كلية التجارة قسم المحاسبة و باحث في علم الاقتصاد وعلوم الادارة .محب للقراءة والنشر العلمي ونفع الناس والله اسال ان يرزقني الاخلاص وان يزدني علما ويجعلني ممن تعلم العلم وعلمه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى