لاشك ان الصناعة تلعب دوراً كبيراً في الإقتصاد ولكن لا يخفى على أحد مردوداتها (التلوث)
بعد الحرب العالمية الثانية نالت دراسات تلوث الهواء اهتمام العديد من الدول الصناعية وذلك بسبب المآسي الناتجة عنه والتى راح ضحيتها الألاف من البشر منها ما حدث فى وادى ميوس فى بلجيكا 1930م حيث أدت الأنشطة الصناعية الى موت أعداد كبيرة من الناس ..كما أن حوادث أخرى وقعت فى بوزاريكا بالمكسيك 1950م سمى بمرض هاف حيث توفى أشخاص كُثر ، والملوثات الناتجة عن الصناعة تختلف باختلاف أنواع الصناعات وفى ضوء الشمس تدخل بعض الملوثات مثل الأيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين فى تفاعلات كيميائية ضوئية ينتج عنها غاز الأوزون والغازات المؤكسدة الأخرى التى تسبب تهيجاً للعينين وتاكلاً للمعادن.
أهم الصناعات الملوثة للهواء هى الصناعات الكيميائية , الصناعات المعدنية , صناعة الأسمنت ومحطات توليد الطاقة .
آثار تلوث الهواء على الإنسان إما حادة أو مزمنة وقد أجريت العديد من الدراسات وأشارت إلى الحقائق التالية:
- في مدينة لندن وجدت علاقة بين الوفيات نتيجة لأمراض الجهاز التنفسى والجهاز الدوري وبين ارتفاع تركيز الملوثات فى الجو.
- في ألمانيا أجريت دراسة على صحة الأطفال فى المناطق ذات التلوث العالي مقارنة مع أمثالهم فى المناطق الأخرى الأقل تلوثاً فوجد أن المجموعة الأولى أكثر تعرضاً للأمراض وأقل نمواً بدنياً كما وجدت فروق بين هيمجلوبين الدم ومستوى الكالسيوم والفسفور فى الدم ووجدت بعض حالات الكساح فى المناطق الملوثة
- في انجلترا تبين أن النزلات الشعبية أكثر شيوعاً بين موزعي البريد فى المناطق الملوثة
والأمثلة عديدة لا يسع المكان لسردها .
تلوث الهواء له آثار على الحيوان ومن الأمثلة المعروفة تأثر الأبقار والجواميس بمركبات الفلور التى تسبب هزال الحيوان وتآكل أسنانه ونقص إدرار اللبن .
أما أثار تلوث الهواء على النبات فيظهر من خلال سداد مسام الأوراق بل قد يؤدى إلى اتلاف مادة الكلوروفيل ..ومن الملوثات الضارة بالنبات ثانى أكسيد الكبريت والغازات المؤكسدة وحامض الهايدروكلوريك.
