قصة قصيرة جدا من الحياة
هما صديقتان جمعت بينهما الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي ، كانتا تجتمعان بمنزل احداهما للقراءة تحتسيان الشاي وعندما يتأخر الوقت تقوم صاحبة المنزل مع والدتها بالذهاب مع الصديقة التي سوف نطلق عليها «س» حتى مشارف منزلها.. وبما أن علاقتهما وثيقة كانت تلاحظ عليها الحزن أحيانا ولم تسألها حتى جاء اليوم الذي أخبرتها فيه عن قصتها وكيف أن والدتها لا تخاف الله فيهن، هن صغار تلك أكبرهن ، وكيف أنها قد تسببت بأن هجرهم الأب إلى جهة غير معلومة وكيف أن الأم قد تعللت بالفقر ولقمة العيش لتنسى أن لديها أطفال هى قدوة لهن .. حزنت تلك من أجل صديقتها «س» ذات الأخلاق الطيبة ، أصبحت كأنها واحدة من أسرتها، أما الأم فما سمعته عن تلك الصديقة جعلها تزيد في محبتها لها وايثارها حتى على صغارها..
ومرت السنوات وعند نتائج الشهادة الثانوية فرقهما الزمان بعد أن اجتمعتا طيلة تلك السنوات فدرست «س» بجامعة ، وصديقتها بأخرى ، وانقطعت الأخبار بينهما..
ولأن الدنيا دوارة وكما قيل (مصيرو الحي يلاقي ).. كانت الصدفة في الشارع العام إذ أنها فجأة وجدت صديقتها أمامها وقد تغيرت كلياً أصبحت خريجة من كلية الهندسة في أعرق الجامعات السودانية.. تعمل اليوم في وظيفة مرموقة.. أخبرت صديقتها كيف أن والدتها توفيت وكيف أنها قد أسست منزلاً لأخوتها الصغار الذين كبروا اليوم.. لم تنس وسألت عن أم صديقتها التي أولتها عنايتها وحبها قديماً..
قيل: على لسان ذلك الحكيم :الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد.
تلك القصة الواقعية تحكي على أن قوة الإرادة ومخافة الله والصبر علي البلاء تحقق النجاح للإنسان في الدنيا والآخرة.. ودمتم..