ما الحجازية لا تعمل دائمًا؛ فما عملها؟ وكيف تعمل؟ وما سبب تسميتها بـ “ما الحجازية”؟ هذا وغيره سنجيب عنه في السطور التالية من مقالنا.
أولًا: نلاحظ من التسمية أن “ما” تنسب إلى الحجاز، وهو المنطقة الجغرافية المقدسة التي تضم مكة والمدينة دون نجد، التي هي هضبة مرتفعة تقع شرق الحجاز وتسكنها القبائل التميمية أي بنو تميم، التي لا تعمل في لغتهم “ما”، هذا عن التعريف بالاسم ونسبته إلى الحجاز، ومن المعروف أن قريشًا القبيلة الحجازية التي ينتمي إليها نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم – نزل القرآن بلغتها، وعلى ذلك فإن “ما” يجوز عملها عند قوم من العرب، هم أصحاب اللغة العالية رتبة والتي نزل القرآن بها، ولا تعمل – وهذا جائز أيضًا – في لغة القبائل التميمة التي تسكن نجدًا، وبذلك نكون قد رفعنا أول استشكال حولا التسمية والنسبة.
ثانيًا: تعمل عمل ليس وهو عمل كان الناسخة، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها، وهي تشتهر أيضًا بأنها تعمل عمل ليس من حيث نفيها للخبر مطلقًا في الوقت الحالي عن المبتدأ، وهناك بعض الأحرف الناسخة الأخرى التي تعمل عمل ليس بخلاف ما الحجازية، وهي (لا – لات – إنْ).
ثالثًا: تعمل ما الحجازية عمل ليس بشروط وهي:
- ألا يفصل بينها وبين اسمها إن.
- ألا ينتقض نفي خبرها بـ “إلا”.
- ألا يتقدم خبرها على اسمها.
ولزيادة الإيضاح نسوق أمثلة على ذلك:
- الطريقُ واسعٌ.
هذه جملة اسمية تتكون من المبتدأ والخبر وهما مرفوعان، وفي حالة إدخال عليها تصبح بالشكل التالي:
ما الطريقُ واسعًا.
فإذا فصلنا بين ما الحجازية واسمها بفاصل وهو (إن)، أصبحت مهملة في عمل أهل الحجاز، أي أنها لا تعمل الرفع في المبتدأ والنصب في الخبر، وتعرب الجملة بعدها على النحو الذي تعرب به الجملة الاسمية؛ من حيث رفع كل من المبتدأ والخبر.
ربما يفيدك مقال : المنقوص والمقصور والمدود
- المسلمُ جبانٌ.
هذه جملة اسمية مجردة عن النواسخ، فإذا دخلت عليها أصبحت بهذا الشكل:
ما المسلمُ جبانًا.
فرفعت المبتدأ ويسمى اسمها، ونصبت الخبر ويسمى خبرها، فإذا انتقض نفي خبرها بـ “إلا” أصبحت مهملة لا تعمل، وتبقى الجملة الاسمية على حالها: المبتدأ مرفوع والخبر مرفوع؛ مثل قولنا:
ما المسلمُ إلا جبانٌ.
- السحبُ متراكمةٌ.
هذه أيضًا جملة اسمية تتكون من مبتدأ وخبر، المبتدأ مرفوع والخبر مرفوع، فإذا دخلت عليها ما الحجازية أصبحت بهذا الشكل:
ما السحبُ متراكمةً.
المبتدأ أصبح اسم ، والخبر أصبح خبر منصوب وعلامة نصبح الفتحة.
فإذا تقدم الخبر على اسم ما الحجازية صارت مهملة، لا يصح عملها على لغة أهل الحجاز، وتصبح الجملة بهذا الشكل:
ما متراكمةٌ السحبُ.
وقد أضاف النحويون إلى هذه الشروط الثلاثة شرطين آخرين وهما:
- ألا تتكرر ما الحجازية؛ لأنها تفيد النفي ونفي النفي إثبات، وبهذا يختل المعنى فلا تعمل، كقولنا:
ما ما العرب شجعانٌ.
- الشرط الآخر هو ألا يتقدم معمول خبر ما الحجازية على اسمها؛ يعني بمعنى أصح ينفع تقول: ما الكريمُ مصاحبًا البخيلَ، فإن قلت:
ما البخيلَ الكريمُ مصاحبًا.
في هذه الحالة تصبح مهملة غير عاملة.
نموذج لإعراب ما الحجازية
في القرآن الكريم:
قوله – تعالى:
“ما هذا بشرًا”
- ما: حرف نفي يعمل عمل ليس وتسمى ما الحجازية؛ لأن هذا العمل مختص بلغة أهل الحجاز، وهي مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب.
- هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسمها.
- بشرًا: خبر ما الحجازية منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أقرأ أيضًا : درس النعت
تدريبات على ما الحجازية:
س: أعرب ما يأتي:
- قال – تعالى: “وما محمدٌ إلا رسولٌ”
- ما المهملون ناجحين.
س: بين ما العاملة وما المهملة وسبب إهمالها فيما يأتي:
- ما أمرك إلا عجيب.
- ما إن أنت كاذب.
جـ – ما الحياة باقية.
د- ما جهدك ضائعًا.