نادين جورديمر
نادين جورديمر كاتبة بيضاء من جنوب إفريقيا, ولدت في خضم نظام التفرقة العنصرية الأبارتيد من أب من أصول يهودية وأم إنجليزية, هاجرا من أوربا الشرقية في ظروف غامضة.
أجادت نادين جورديمر التعبير عن واقع التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا, حتى إنها كانت من أكثر الداعمين للرئيس والمناضل الأسود نيلسون مانديلا, وحتى خروجه من السجن واعتلائه كرسي السلطة في مطلع التسعينات.
كان احتفالا غريبًا في الإعلام, واحتفاءً غير مسبوق بدولة لم أكن أعرفها إلا من خلال خريطة التعليم الأساسي في المدرسة, وقد شاهدت طفلا جلوس السود إلى جوار البيض في أثناء الاحتفالات, التي طالت كثيرًا بخروج نيلسون مانديلا بعد 28 عامًا قضاها في السجن, نتيجة نضاله ضد العنصرية.
نادين جورديمر وجائزة نوبل:
تعرف نادين جورديمر الروائية على أنها كاتبة وروائية وقاصة وناشطة حقوقية جنوب إفريقية, وقد ذاع صيتها في أعقاب حصولها على جائزة نوبل في الأدب عام 1991 عن أشهر أعمالها: شعب يوليو, وقصة ابني, وابنة بيرجر.
ويعد البيان الذي أذاعته الأكاديمية السويدية, وتضمن حيثيات منح جورديمر للجائزة اعترافا بفضلها في مجال الأدب والتحليل الاجتماعي, وسلبيات الحضارة الأوربية, نعم هذا ما حدث فعلا؛ فإن أعرق المؤسسات العلمية في الغرب اعترفت بنقائص الحضارة الغربية, وأقرت باستحقاق جورديمر لهذه الجائزة, بناء على ما قدمته في أعمالها من ولع بالإنسان, وفضح نقيصة احتقار الآخر للون بشرته أو انتمائه العرقي, وبينت أعمالها الروائية كيف أن البشر لا يرضون إطلاقًا بالانتقاص من كرامتهم, وأنهم سيثورون في وجه الدكتاتورية التي تفرض عليهم الاستعباد, تلك الدكتاتورية المستمدة من أفظع ما عرف الإنسان من تقاليد وأعراف مقيتة, وهي التفرقة العنصرية.
رواية شعب يوليو:
في شعب يوليو – يوليو بالمناسبة هو خادم لعائلة بيضاء, وهو أسود البشرة ومخلص, تستعين به العائلة البيضاء للهروب من جحيم الثورة السوداء عام 1980, والتي راح ضحيتها الكثير من البيض – يضطر يوليو إلى القيام بدور الدليل, والسير في طرق وعرة, وحماية العائلة البيضاء رغم كونه أسود في خضم حرب أهلية بين البيض والسود.
هذا التناقض رغم كونه يحمل الأمل فإنه يبدو بعيدًا جدا؛ إذ تتعامل الأسر السوداء التي تقع في فقر مدقع مع الأسرة البيضاء بتوجس, كما أن هذا الفقر ينعكس بالضرورة على زوجة يوليو, التي لا يعنيها سوى الأموال التي كان يتحصل عليها يوليو من تلك العائلة البيضاء, التي هي بحاجة إليه الآن.
ويبدو البيض غرباء على تلك البيئة الطبيعية ثقافيًّا؛ حيث يحرصون على اصطحاب مضادات الملاريا معهم, وتستنفذ جورديمر بهذا العرض للتناقض الغريب كل سلبيات الرجل الأبيض التي تنتمي هي إلى جنسه, في موجات متتابعة من الوصف للتشنجات الاجتماعية, والاحتراب الأهلي.
حصلت نادين جورديمر على جائزة بوكر عام 1974 عن رواياتها الناشطة البيئية, وتعد الكاتبة الأولى في جنوب إفريقيا التي تحصل على نوبل, ثم تلاها جون كويتزي.
وفاة نادين جورديمر:
وقد رحلت عن عالمنا في عام 2014 في منزلها بجوهانسبرج, هذا النبأ الذي أعلنته العائلة, وتناقلته وسائل الإعلام تحت عنوان: وفاة نادين جورديمر.
لاتنسى الإشتراك في القائمة البريدية لجامعة المنح وتفعيل اشتراكك كي تبقى على إطلاع بكل جديد نقدمه في جامعة المنح .