يحيى الطاهر عبد الله.. عبقري القصة
يحيى الطاهر عبد الله هو أشهر أدباء القصة القصيرة في مصر, وفاقت شهرته رائد القصة القصيرة الدكتور/ يوسف إدريس, وذلك لأسباب؛ أبرزها: خضوعه الشديد للتجريبية, ونهله المتتابع من تراث قريته الصعيدية.
كان والده شيخا معمما أزهريا يعمل في المدارس الابتدائية معلما, وكان له أثر كبير في شخصية يحيى الطاهر عبد الله, كما أن عمه الحساني عبد الله كان مثقفا, وشاعرا كلاسيكيا كبيرا من مدرسة العقاد, وكان شديد التعصب له, وورث يحيى الطاهر هذا التعصب الشديد للعقاد من عمه, الذي كان يمتلك مكتبة كبيرة, نهل منها يحيى الكثير.
استقال يحيى الطاهر عبد الله من وظيفته بوزارة الزراعة في الأقصر, واتجه إلى قنا في نهاية الخمسينات, قاصدا التعرف إلى أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي, الذي كان يعمل في محكمة قنا الجزئية.
يروى عبد الرحمن الأبنودي عن يحيى الطاهر عبد الله في مقال بعنوان: لم أكن أخشى أحدًا إلا يحيى الطاهر عبد الله, وذلك لأنه كان يوصف بشاعر القصة القصيرة, ولو كان شاعرا لطغى بخياله وموهبته القوية على شعر عبد الرحمن الأبنودي.
وعلى حد وصف الأبنودي فإن يحيى كان شديد النحافة, متمارضًا مجيدًا لهذا الفن, وكان يجيد استجلاب عطف أمهات الشعراء وأصدقائه, حتى تعلقن به, وربما عاد ذلك إلى افتقاده لأمه صغيرًا, وانتقل مع الأبنودي إلى القاهرة ليقيم معه في شقة ببولاق الدكرور, جعلها يحيى الطاهر عبد الله مسرحًا للشعراء والنقاد, وأصدقائه من المثقفين المشردين.
تزوج يحيى لاحقًا من أخت صديقه الناقد الكبير الدكتور/ عبد المنعم تليمة, وأنجب منها بنتين, إحداهما: أسماء, والتي خاطبها أمل دنقل في قصيدة رثائه:
ليت أسماء تعلم أن أباها صعد
تميز يحيى الطاهر عبد الله بأنه كان يحفظ قصصه قبل أن يكتبها, وهذا مكنه من معايشة الخيال, وممارسة ذلك على أرض الواقع؛ ممَّا جعله مؤهلا لمواجهة المشكلات والكوارث الصغيرة والكبيرة, وكان منها إتيانه بطفل مشرد أسفل كوبرى ليلة زفافه, وبالكاد وُضِعَ على الكرسي بعد تناوله مسكرًا.
كان هناك صداقة تشبه الشجار الحلو بين أمل دنقل ويحيى الذى كان الأول مجيدًا لاستفزازه, يحيى الذى كان شرهًا للتدخين كان يمارس دور الوالد النصوح للشاعر عبد الرحمن الأبنودي, ورغم ضيق الأخير وتبرمه من طريقة يحيى الطاهر عبد الله؛ فإنه ظل صديقه الحنون طوال حياته.
في عام 1981 – وقبل أن يتم عامه الثالث والأربعين – لقي يحيى الطاهر عبد الله حتفه في حادث سير على طريق الواحات القاهرة, ودُفِنَ في مسقط رأسه في قرية الكرنك بمحافظة الأقصر حاليا, ورثاه الشعراء والقصاصون, ورثاه الدكتور يوسف إدريس في مقال بعنوان (النجم الذي هوى) وهو الذي قدمه بدءًا في الستينات إلى القراء في مقال بمجلة الكاتب.
من أعمال يحيى الطاهر عبد الله:
ـ الطوق والأسورة.
– الدف والصندوق.
– أنا وهي وزهور العالم.
– حكاية على لسان كلب.
ـ حكايات للأمير حتى ينام .
لا تنسى الإشتراك في القائمة البريدية لجامعة المنح وان تفعل اشتراكك عبر الضغط على اللينك الذي سيرسل على بريدك .