الطراز الفيكتوري
الطراز الفيكتوري ينسب إلى الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا, التي ارتقت عرش بريطانيا في عام 1839, وظلت عليه حتى عام 1901, وتعد فترة حكمها أطول فترات الحكم البريطاني, وأطول فترات الحكم في العصور الحديثة, هذا العصر الذي ملكت فيه فيكتوريا كان مرحلة فاصلة بين عهد الإقطاع والزراعة, وعهد الثورة الصناعية والتكنولوجيا المتطورة في القرن العشرين, وهو يعد أخصب فترات التاريخ البريطاني على كل المستويات؛ حيث امتلكت بريطانيا في العصر الفيكتوري إمبراطورية مترامية الأطراف لا تغيب عنها الشمس من الهند شرقًا ومرورا بالشرق الأوسط وإفريقيا, وجزر المحيط الأطلنطي, وكان أسطولها أكبر الأساطيل التجارية في العالم, وقد تكاثرت عليها الخيرات من جميع أنحاء العالم؛ فسمي العصر الفيكتوري عصر الثروة.
الثروات التي أتت من بلاد العالم الزراعية والخصيبة, جلبت معها السجاد الفخم والعاج والذهب والأخشاب الغالية الثمن, وكل ذلك وصم الطراز الفيكتوري بالفخامة, ومن الطبيعي أن يضع سكان بريطانيا جل ثروتهم في رفاهيتهم الشخصية, ومن ضمنها العمارة والتصميم الداخلي, وقد سعت الملكة فيكتوريا إلى ذلك, فسمي طراز هذا العصر بالطراز الفيكتوري.
تتضح الفخامة في حجم قطع الأثاث التي تبدو مصنوعة من خامات غالية الثمن, تلوحمن خلفها قطع فنية ثمينة معلقة على الحوائط.
وتغلب الألوان الزاهية, والمذهبة, والزرقاء على الردهات وأماكن الحفلات والأفنية, بما يتلاءم مع توجه الملكة, ولكن الألوان القاتمة تغلب على التصميم الداخلي للعمارة الفيكتورية في بعض الأحيان, خصوصا مع وفاة عدد كبير من الإنجليز بسبب الأمراض المعدية, وزوج الملكة فيكتوريا نفسه توفى إثر ذلك؛ مما جعلها – وهي الوفية – تصر على وضع أسس وقواعد خاصة للجنائز, انعكست على الطراز الفيكتوري في العمارة.
غرف النوم يتوه العقل في استيعاب فخامتها, ويعجز التصور الطفولي لنا عن حجم النفقة في وضعها بهذا الشكل.
تنتشر في التصميم الداخلي لهذا الطراز الفيكتوري اللوحات الغالية الثمن, ويلجأ المصممون إلى وضع الأحجار الكريمة, وتزويد قطع الأثاث التي تبدو غاية في الفخامة بالمعادن الثمينة؛ مما يضفي الروعة على الطراز الفيكتوري.
الخامات التي صنع منها هذا السقف تنتمي إلى المستعمرات البريطانية القديمة, ولذا فإنه يصعب حسابها بمعادلات هذا العصر, إنها روعة التشييد.
كون عصر الملكة فيكتوريا جاء مع ربيع الثورة الصناعية ومملكة المستعمرات, لم يعانِ الإنجليز عند توفير هذا الفن الراقي الشديد الفخامة.
هناك أبنية لا تزال شاهدة على الطراز الفيكتوري في بريطانيا منها قصر وستمنستر وبنك شمال أسكتلندا, ولا تزال تحتفظ برونقها, وتحظى بإعجاب زوار إنجلترا, ويعتز الإنجليز أيما اعتزاز بهذا الطراز الفيكتوري, ويعتبرونه جزءًا أصيلا من الثقافة الإنجليزية.
قصر وستمنستر يشع ليلا في إنجلترا شامخًا وفخمًا, وهو من أكبر الأثار التي تدل على روعة وفخامة الطراز الفيكتوري.
القصور العربية في الشرق في السعودية والخليج, تعتمد على الطراز الفيكتوري؛ نظرا لطبيعة النظم الملكية والفكر الشرقي, الذي تعد الفخامة والقوة من أهم خصائصه في مواجهة البساطة التقليدية للعرب القدماء.
وقد وجد ما يبرر ذلك التوجه في الشرق والغرب من قبل العلماء والمثقفين, الذين يعتبرون أن هناك فارقًا كبيرا في الفكر والتصور حول آليات وطرق الحكم, والعلاقة بين الحاكم والمحكوم تتطور في الغرب, لكنها لا تقبل التغيير في الشرق, ولذا فإن الطراز الفيكتوري الذي كان جزءًا من ماضي الأمة الإنجليزية هو الآن المسيطر, والمهيمن في الغالب على العمارة العربية في الخليج والمغرب, إن العرب – ويا للغرابة – يحترمون هذا الطراز الفيكتوري .
لا تنس الاشتراك في القائمة البريدية لموقع جامعة المنح للتعليم الالكتروني .